رغم أن العادة اقتضت أن يمنح أي مسؤول يكلف بموقع جديد فترة زمنية كي يضطلع بواقع أداء وعمل إدارته إلا أن ما رشح من تصريحات مقتضبة عن بعض الوزراء الجدد المعينين حول رؤيتهم و خط سير عملهم للمرحلة القادمة كسر هذا التقليد وأعطى لربما أو هكذا نأمل إشارات عن أنهم يدركون أن المرحلة تستدعي المباشرة السريعة بالعمل وتحقيق نتائج أسرع على الأرض يقطف ثمارها المواطن الذي كان ولا يزال بوصلة أي توجه أو تغيير تقوم به القيادة السياسية .
صحيح أن البعض قد يغمز من باب التصريحات لارتباطها بسين التسويف التي تحمل طابع احتمالي أن كلمات مثل سنبذل وسندعم وسيتم وسنسعى جاءت من إدارات تعرضت لانتقادات كبيرة من الناس جراء التردي والتراجع الكبيرين في أدائهما ونوعية الخدمات المقدمة منها، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة ومعيشة المواطن .
حجة نقص الكوادر الفنية الخبيرة وغير القادرة على السير بخطوات موازية للأفكار والخطط والبرامج كانت هي السائدة على لسان العديد من المسؤولين، والشماعة التي يعلقون عليها دائماً تقصيرهم و فشلهم في العمل وتحمل المسؤوليات ولاسيما بظل الظروف الراهنة بالوقت الذي كانت غالبية مؤسساتنا وإداراتنا العامة تزخر بعشرات لا بل مئات الكوادر والخبرات الكفؤة والنزيهة المغيبة والمرمية في زوايا المكاتب تواجه وتحارب من الأيادي المخربة والفاسدة لتكون نتيجة المواجهة بأغلب الأحيان في صالح الفاسد، لا وفوق كل ذلك يجهد لتطفيش من تجرأ وحاول تحديه والحد من فساده.
إطلاق أيادي كوادرنا وخبراتنا الفنية والمهنية الكثيرة والوثوق بها والحد من أدوات تكبيلها هو ما ننتظره من القيادات المسؤولة، فروح العمل الجماعية والحرص على النجاح أكثر ما نفتقده في مؤسساتنا العامة ولعل في بعض الأخبار المفرحة التي تصلنا عن قيام أحد المهندسين بإصلاح آلة مهمة في إحدى المنشآت العامة وتوفير مئات ملايين الليرات على الخزينة، ما يؤكد ويشجع على منح تلك الكوادر الفرصة للعمل.
هناء ديب
التاريخ: الخميس 29-11-2018
رقم العدد : 16848
التالي