ونحن على أعتاب نهاية العام علينا أن نقف مع الذات جردة حساب.. ماذا قدمنا في مشهدنا الثقافي, أين أصبنا, وبماذا قصرنا؟..
اليوم في رحاب الذكرى «يوم الثقافة.. لارتقاء الإنسان» نشهد حراكاً مهماً ويمكننا القول: إنه على الرغم من أن الكثير من المشاريع تفقد بريقها مع مرور السنين، إلا أن التقليد السنوي المرتبط بيوم الثقافة يناقض هذه النظرية، ويُصر على إثبات أن هذا المشروع حاضر ويزداد بريقاً وألقاً وقدرة على جذب الجمهور مع كل عام.
لكن السؤال.. هل نحن راضون عما نقدمه؟ بالطبع لسنا بأفضل حال ولدينا الكثير من المنغصات الثقافية والمتاعب والصعوبات, لكن لابد من أن نرى أيضا الوجه الآخر للأمر وبإيجابية تحفزنا على العمل والبحث والمثابرة, فمثلاً في الأمس شهدنا فعاليات ندوة (الآداب والفنون.. والارتقاء بالثقافة) وقد تضمنت محاور مهمة ومتنوعة…. تناولت تلك الندوة الرواية والقصة القصيرة والموسيقا والسينما والترجمة والصحافة المواكبة..الخ وكان هناك مشاركات ومداخلات لها قيمتها, وأسماء لها باع طويل في طريق الثقافة والإبداع.. أيضاً منذ أيام شهدنا تكريم مبدع الرواية الراحل حنا مينه.. والكثير من الفعاليات التي تستحق الوقوف عندها.
من هنا لابد من التركيز على إقامة مثل هذه الفعاليات أو الندوات في جميع المحافظات لتعزيز قيمتها وهويتها وفائدتها على الحضور, لاسيما وأن يوم الثقافة لم يكن مرتبطاً بحدود دمشق، بل كان مشروعاً يجول المحافظات السورية ليتحول إلى محطة تنويرية ومركز إشعاع حضاري ذات أبعاد ثقافية وإنسانية..
يوم الثقافة هو نجاح لكل السوريين, وهو فرصة مهمة لنعرف ماذا نريد, وإلى أين يجب أن نسير, وبالتالي نستطيع أن نؤسس استراتيجية فكرية حقيقية ورؤى تسجل حضوراً في كل عام وفي كل يوم من حياة السوريين.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 5-12-2018
الرقم: 16853