ليس أقرب إلى إصرار بعض الجماعات الكردية في سورية والتوهم أن الولايات المتحدة الأميركية حليف، و»سيف في ظهورهم» إلا المثل الشعبي القائل «عنزة ولو طارت».. فعنادهم على كلمات «الصديق، الحليف، الشريك» هي أقرب إلى خرافة «الخل الوفي».
ما سبق من تعجب واستغراب في رهان «الكردي» من الضفة الشرقية للفرات، حكم مبني على تجارب سابقة في مناطق عدة، ومراحل مختلفة، لذات الصورة، والنتيجة دائما التخلي، وبيع «الكردي» عند أول مصلحة أميركية تقتضي ذلك، ويزيد يقيننا في ذلك تصريح ما يسمى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سورية جيمس جيفري أن دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد تكتيكي ومؤقت، وبأن التعاون الوثيق هو مع تركيا، فهل يعي «البعض الكردي» حقيقة تصريحات جيفري، وبأن لا يمكن «للصيف والشتاء أن يلتقيا على ذات السطح»، وبأن لا استغناء عن الوطن، الذي لا ينظر إلى أبنائه إلا من باب المواطنة والمحبة، من دون أي مصلحة.. أم إن القصة «كردي» وعنزة ولو طارت؟!.
تصريحات جيفري ليست غريبة، فالعلاقة الأميركية المستحدثة مع بعض الفصائل في سورية، ليست إلا أحد تكتيكات واشنطن، تنتهي بانتهاء الحاجة، فهم على الدوام كانوا وسيلة، ووقوداً في مرحلة ما، ورأس حربة في مشروع تفريقي استعماري، ودورهم ليس إلا وظيفياً، بينما الإستراتيجيا مع التركي، والجميع يدرك عدم قبول التركي بوجود «الكردي» في أي قطار مشترك.
إذا كانت الأمور في «الضفة الغربية للفرات» غير واضحة المعالم لدى البعض هناك.. فإن الصورة في الضفة المقابلة، وخاصة في إدلب أكثر وضوحاً، فالتركي لا يخجل ولا يخاف من إعلانه تقديم النصيحة للمجموعات الإرهابية هنالك «النصرة» بضرورة الانسحاب من «المنزوعة السلاح»، خشية استهدافه من أبطال الجيش العربي السوري.
الوقاحة التركي، في تقديم النصيحة، لم تمنعه من الإفصاح بأنه يقدم الحماية له.. وتحذيره بأنه لن يستطيع ذلك ما لم يخضع لاتفاق «سوتشي».. ليؤكد ذلك المؤكد، وبأن التركي لم يكن يوماً إلا ممراً ومستقراً للإرهاب، وحام له، وبأن مسألة الضامن ليسن إلا من باب تأخير الحل في إدلب، واختلاق العقبات، أما الجيش العربي السوري، للابتزاز في ورقة أطماعه بإدلب والمقايضة عليها في مناطق أخرى، يطمح بأن ينال منها حصة ترضي مطامعه الاستعمارية.
منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com
التاريخ: الأثنين 10-12-2018
رقم العدد : 16856
السابق
التالي