تؤدي الموارد المائية دوراً أساسياً في عملية التنمية الزراعية وتحسين المردود، وفي التغلب على تباينات الهاطل المطري من حيث كمياتها وتوزعها، لذلك فإن أهمية المياه سوف تزداد مستقبلاً ولن يكون من السهل تحقيق أي قفزة نوعية في الإنتاج بدون المياه للوصول إلى أمن غذائي مستدام.
تواجه سورية كغيرها من بلدان العالم مشكلات جدية في نقص المياه، نتيجة لتغيرات المناخ، وانخفاض مستويات المياه الجوفية والسطحية، ونمو عدد السكان، وازدياد الحاجة للمياه نتيجة للنمو الاقتصادي في عصرنا الحاضر، وقد بينت إحدى الندوات التي أقيمت مؤخراً حول وضع المياه في سورية بأن العجز المائي قارب كمية 1.65 مليار متر مكعب في السنة، نتيجة لعدة أسباب رئيسة منها التخطيط لمساحات مروية تفوق احتياجاتها المائية وتدني كفاءة الري، ولذلك أصبح من الضروري البحث عن وسائل ناجعة للتغلب على اتساع الفجوة بين العرض والطلب على المياه، لتجنب الوصول إلى مستويات خطيرة.
بالرغم من كل الجهود التي قامت بها الدولة والأموال التي خصصتها لقطاع الزراعة المروية لإقامة مشاريع الري واستصلاح الأراضي، وبناء السدود والمنشآت المائية، ومنح القروض لتحويل الأراضي البعلية إلى مروية لا تزال تسود في الزراعة أساليب الري التقليدي باعتباره قليل التكاليف وسهل التنفيذ، ناهيك عن ضعف الإقبال على اقتناء تجهيزات الري الحديث المتاحة في الأسواق المحلية من قبل الفلاحين بسبب ضعف مقدرتهم الشرائية، والضعف والبطء الشديدين بعمليات التمويل من قبل المصارف. الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل في تحقيق أهداف التنمية الزراعية وفي تلافي العجز الذي تراكم من خطة لأخرى.
إن تنامي الطلب المتسارع على المياه في كافة القطاعات يأتي كنتيجة طبيعية لتزايد السكان بشكل رئيسي من جهة وللتطور الاجتماعي والاقتصادي من جهة أخرى، الأمر الذي يدفعنا للبحث عن الاستثمار الأمثل للموارد المائية، وإعادة النظر في الأساليب المتبعة فـي إداراتها بنهج وأسلوب جديد. وحمايتها من التلوث ومن الضخ الجائر، وزيادة عدد السدود والخزانات والتوسع في الاستفادة من مياه الأمطار.
إن درجة الاستفادة من الجريان السطحي الناتج عن الأمطار ما زالت محدودة ولم تتم حتى الآن دراسات جدية حول تحسين كفاءة وفعالية استعمالها عبر إقامة المشاريع التي تعتمد على تقنيات حصاد ونشر المياه خاصة في المناطق ذات الموارد المائية والجوفية والسطحية المحدودة مثل البادية السورية بهدف تحقيق استدامة الإنتاج الحيواني.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 12-12-2018
رقم العدد : 16858
السابق
التالي