يمارس الاهل الكثير من السلوكيات الخاطئة تجاه أطفالهم، من هذه السلوكيات توبيخهم وسبهم وشتمهم وأحياناً ضربهم، دون أدنى مسؤولية بالآثار الجسدية والنفسية التي تتركها تلك الممارسات والتي قد تظهر لاحقاً لجهة ظهورها اضطراباً في تصرفاتهم وسلوكهم.
ومن تلك السلوكيات الخاطئة أيضاً إرهاقهم بالأوامر والطلبات وإجبارهم على تلبيتها وتنفيذها والقيام بها دون الاخذ بعين الاعتبار قدرتهم على تنفيذها وتحملها من حيث قدراتهم الجسدية والنفسية.
فكثيراً ما يُزعج الاهل أطفالهم بكثرة طلباتهم وأوامرهم التي لا تنتهي دون الانتباه الى عمر الطفل ومزاجه وتركيبته النفسية والسلوكية ووقت تنفيذ تلك الـ«أوامر» التي تطلب منهم تحت عنوان طاعة الاهل وتنفيذ طلباتهم تحت أي ظرف من الظروف، وفي هذا خلط للمفاهيم والقواعد والقيم، لان ذلك لا يمكن أن يحصل مع طفل صغير هو عبارة عن مجموعة من المشاعر والأحاسيس البريئة والخام التي تتأثر بشكل سلبي مع كل ما لا يتفق مع براءتها ونقائها وشدة إحساسها، على اعتبار أنها ممكن أن تتصدع وتنهار تحت وطأة الشدة والقساوة والتسلط والعجرفة والانانية التي يمارسها بعض الآباء أو الأمهات.
قلنا فيما مضى أنه من الخطأ أن يحول الاهل أبناءهم خاصة الأطفال الصغار منهم الى مجرد روبورتات آلية تنفذ ما تؤمر به من قبل الأب أو الأم دون رفض أو تمنع أو حتى مناقشة، لان ذلك سوف يترك عندهم أثراً سلبياً إن لم يظهر مباشرة فسوف يظهر في المستقبل حيث تكون آثاره ونتائجه قاسية على أسرته وزملائه وأصدقائه ولاحقاً على عائلته وزوجته وأبنائه.
من هنا نؤكد أن معاملة الاهل لأطفالهم برفق ولين هي من أهم الأمور الضرورية والاساسية التي تساهم في تكوين شخصية متوازنة وواثقة ومنتجة ومبدعة للطفل تكون مفيدة للأسرة وللمجتمع.
فردوس دياب
التاريخ: الخميس 20-12-2018
الرقم: 16865