يا لها من سعادة تنتاب الآباء وهم يسترقون السمع لأبنائهم، منهمكين في تعداد فوائد الشجرة وأهميتها وكيفية المحافظة عليها،
درس في المناهج الدراسية للمراحل التعليمية الأولى، يوازي دروس الحياة في حب الطبيعة، بمزيد من الزرع لا القطع، وفي الأماكن كلها.. في ساحاتنا وشوارعنا ومدارسنا وأمام بيوتنا، ثقافة تشجير نركز عليها في آخر خميس من كل سنة في يوم الشجرة احتفالاً بالطبيعة، احتفالات رسمية وشعبية لغرس أعداد كبيرة من شتلات الأشجار في أغلب دول العالم، لنشر الوعي البيئي.. لأجل مستقبل أفضل لكوكبنا، تعزيز ثقافة التشجير والغرس ربما تكون أفضل رادع لأي محاولة تعدٍ على بعض الأشجار، التي لم يشفع لها طول عمرها وبركتها وما قدمته للإنسان من فوائد غذائية وطبية وجمالية، من قطع جائر للحصول على الدفء والأثاث، وتبريرات تتعدد وأعذار أقبح من ذنوب ترقى إلى مستوى (الجريمة ضد الإنسانية).
يوم الشجرة، فرصة تطوعية يجب أن ينضم فيها الأفراد من الأعمار جميعاً تفعيلاً لدور المجتمع البيئي والخدمي لا النخبوية فقط استعراضاً إعلامياً، صغاراً وكباراً نغرس شتلات الحب والانتماء والفرح والبهجة في تربة تعطرت بدماء شهدائنا، تكبر وتتسامق لتزين أيامنا وتزهر أحلامنا، تزودنا بدفقات أمل وتفاؤل تنعش ليالينا الرتيبة.
اليوم ومع الاحتفال بالميلاد المجيد تنتشر في أرجاء بلدنا الحبيب شجرة عيد الميلاد، وهي من أهم طقوس الاحتفال والتي لا غنى عنها، ويتسابق المحتفلون في البلدان كلها لتكون الأجمل والأكبر، بزينتها وما تحمله من هدايا، ويتفاخرون بها، هذا التقليد السنوي الذي يتزامن مع أعياد الميلاد، كم هو جميل انسحابه على بقية أيام السنة في حدائقنا ومنازلنا وشوارعنا ويغدو الاعتناء والاهتمام بأشجار بلدي الطبيعية من يد الإهمال والعبث والتلوث طقساً يومياً حياتياً، وثقافة ذوق وأخلاق.
رويده سليمان
التاريخ: الأربعاء 26-12-2018
الرقم: 16870