لاشك أن للفرح في وطني طعما آخر, فهو معبّد بالانتصار العظيم, والصمود الذي لاينتهي, والعزيمة التي لاتنوس.
في دمشق وفي كل شبر على هذه الأرض المقدسة تقرع أجراس الكنائس لتحاكي المآذن فيجتمعان معاً على الصلاة وإضاءة الشموع.. في دمشق كما قال الشاعر مظفر النواب مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية, وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة, وإن أضعت طريق الجامع الأموي, ستدلك عليه «كنيسة السيدة».
نعم هذا مانشاهده بحق.. جموع غفيرة تسير من باب توما حيث الاحتفال بميلاد السيد المسيح, تقابلها إضاءة شجرة الميلاد في ساحة العباسيين.. ليلتقوا معاً إلى وسط المدينة احتفالاً بالانتصار الذي حققه رجال لم يرتضُوا أقل من الكرامة والعزة في الحياة وفي الممات، فكان الارتقاء إلى جنات الخلد مصيرا محتماً.
وسط أجواء شديدة البرودة, ترى السوريين من كل مكان جاؤوا ليعيشوا فرحة العيد.. فعلى الرغم من صعوبة الحياة التي اختبروها في كل يوم خلال سني الحرب، إلا أنهم استخدموا كل الأدوات المتاحة لديهم، وصمدوا وقاوموا وتحدّوا.. فدحروا إرهابهم وحقدهم ومخططاتهم ورسموا طريق الحياة من جديد، لا اليأس والاستسلام والخنوع.
مَن يشاهد مايحدث اليوم, يُدرك أن سورية تجاوزت الصعوبات وصنعت المستحيلات, وأصرّت على أن هذه الطريق المملوءة بالوجع وآلام الحرب هي أول الإشارات نحو درب التميز والتفوق والنجاح.
سنبقى نحتفل ونبتهج ونوثق مشاعر خرجت من القلب إلى القلب، ومن العين إلى العين.. سنترك مساحة كبيرة من الدفء والمحبة، فنحن صنّاع السلام الذي ولد على هذه الأرض.. ومنها انطلق إلى العالم كله.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 26-12-2018
الرقم: 16870