لم يتمكن الكيان الإسرائيلي من استيعاب صدمة الهروب الأميركي المتمثل بقرار ترامب الانسحاب من الأراضي السورية، والتي اتخذها الأخير بعد فشل إدارته الكبير في تنفيذ خرائطها الانفصالية، فأسرع هذا الكيان الإرهابي إلى القيام بعدوانه الهمجي على مدينة دمشق وريفها واستهدفت صواريخه الغادرة عدداً من المواقع العسكرية والمدنية.
والمتابع لسلسلة الاعتداءات التي قام بها هذا الكيان الإرهابي على سورية خلال سنوات الأزمة يدرك أنه يقوم بكل عدوان إما بعد صدمة يتلقاها أو من أجل إطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرض لها، وأخيراً لرفع معنويات التنظيمات المتطرفة التي خسرت كل أوراقها الإرهابية.
وكلنا أيضاً يدرك مغزى هذه الاعتداءات الغاشمة اليوم وخصوصاً بعد صدمة الكيان الغاصب بقرار روسيا تزويد سورية بمنظومة صواريخ الردع المتطورة وعزم موسكو العمل على تشويش الملاحة عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الرادار وأنظمة الاتصالات مع الطائرات، التي تعتدي على المنشآت السورية.
لكن أكثر ما يثير السخرية والاستهزاء في مشهد العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية أن منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي تستنفر دائماً وتصدر القرارات حين يتعلق الأمر بإدانة سورية أو محاولة تجريمها على أشياء افتراضية في حين تغض طرفها عن جرائم الكيان الغاصب الإرهابية هذه.
بيد أن الأكثر رسوخاً لدى السوريين أن مثل هذا العدوان الإرهابي اليائس سيزيدهم إصراراً على متابعة مكافحتهم للإرهاب وتحقيق الانتصارات على تنظيماته ومشغليه من ناحية والتصدي لأي عربدة إسرائيلية بكل قوة وحزم من ناحية أخرى.
البقعة الساخنة
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 28-12-2018
الرقم: 16872