الصمت عن الفساد يزيد من فساد الفاسدين… وكما نعرف جميعاً فإن المواطن هو المسؤول الأول عن أمن الوطن وحمايته من أعداء الخارج… فإنه أيضاً المسؤول الأول عن حمايته من الفساد في الداخل… وليس فقط الدولة وأجهزتها.
و لعل المشكلة الأخطر من تلك الآثار التي يخلفها الفساد… هي في الصمت عليه… وعدم التبليغ عنه… وترك الأمر كله على عاتق الحكومة… والاعتقاد بأن أي تدخل من غير الحكومة لن يفيد في مكافحة الفساد أو تغيير الأمور… فهذا الاعتقاد خاطئ والجميع مطالب بكشف قضايا الفساد أينما وجد.
لأن هذا التبرير الذي نقنع به أنفسنا… لم يعد يصلح الصمت عنه… فنحن بتلك العقلية نشارك الفاسدين فسادهم… بل نسمح لهم بتكرار الفعلة طالما آمنوا بأن لا أحد غير الأجهزة الرقابية تراقبهم بعد أن فقدوا الإحساس والشعور.
هناك حالات كثيرة اطلعت عليها من خلال متابعتي لبعض الجهود التي تقوم بها الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش حول قضايا الفساد… لمواطنين أبلغوا عن أمور تتعلق بالفساد… وإن لم اطلع بالطبع على تفاصيلها أو أسماء المبلغين… كون الهيئة تفرض سياجاً كاملاً من السرية عليها وتُخضع ما جاء في البلاغ للتحقيق… والمساءلة… لأن ما يهم هو الفساد… وحجمه… ومكانه… وليس المبلغ عنه… وهنا يتضح أن كل مواطن يقوم بواجبه في الإبلاغ عن حالة من حالات الفساد هو محمي.
وعليه يجب إيصال صوتك إلى صاحب القرار… والقيام بواجبك… وعدم السكوت عن الفساد في حال تعرضك له أو معرفتك فيه… وكل مسؤول فاسد مهما كان موقعه ليس قوي… فهناك من هو أقوى منه… ويستطيع محاسبته… ومعاقبته… وحماية المجتمع… والوطن… من فساده… بالقانون… وذلك من خلال تعاون المواطن مع الجهات المعنية بالأمر.
نعمان برهوم
التاريخ: الأثنين 7-1-2019
رقم العدد : 16878