والزمن اسمه سورية

 

هل يستطيع العرب لملمة الكم الهائل من الجرائم والخطايا التي ارتكبوها بحق سورية.. وهل يستطيعون تبرير أنهار الدم التي أسالوها على أرضها.. أي اللغات سوف يتحدثون بها لإقناع الشعب السوري بندامتهم على دعمهم للإرهاب وتدمير بنيان دولتهم.. أي صك غفران قادر على محي ذنوبهم.. وأي فاتورة هم قادرون على تسديدها.. أم كل ظنهم أن الأمر يُقضى «بتبويس اللحى»؟
تغير حاد في حديث العداء ضد سورية.. وانقلاب يتجاوز درجات الزوايا جميعاً في نبرة الإعلام السعودي « مثال يساق على جميع الدول المعادية لسورية»، فمن يسمع الحديث عن سورية في الإعلام السعودي، وانقلاب المنطق والموقف السياسي هناك، يصاب بالانبهار من شدة التباين بين الحالي وما كان خلال ثماني السنوات المنصرمة.. لغة حالية فيها الكثير من الإنسانية والحس العروبي، حتى باتت سورية الدولة الشقيقة وشعبها الشعب الذي يجب على الجميع مساعدته.
في المطلق لا شيء ينقلب 380 درجة عن طيب خاطر، أو من لا شيء، وخاصة أن «المنقلبون» في مواقفهم تلك دفعوا مئات ملايين الدولارات على ما كانوا ثائرين به وهو تفتيت سورية، ومن خلال ذلك فإن «التكويعة» الحادة في مواقفهم إنما لها أسبابها، ودوافعها.. يقول المنطق إن سبب تلك الانحرافة هي يقينهم بانتصار سورية القيادة الحكيمة، وسورية الشعب الصابر المؤمن بعدالة قضيته، وسورية الجيش العقائدي العروبي.. وإدراكهم التام بفشل مخططهم الإرهابي وسقوط شعاراتهم الاستعمارية.. كل ذلك دفع بهم إلى سلوك بوابة أخرى للولوج الى سورية وهي البوابة الاقتصادية والاستثمارية، وما من ذلك سبيل إلا الانصياع للإرادة السورية، واللحاق بركب قطار إعادة الإعمار علهم يجدون لهم مكاناً فيه، بإرادة سورية.. وكل ذلك بحاجة الى لغة جديدة تختلف عما كانت، وإلى أرضية عنوانها العريض: « إننا مخطئون بما اقترفت أيدينا، وإننا على ما فعلنا نادمون.
إنه زمن العودة إلى عتبات دمشق، وكل يشد رحاله إليها عله يحظى بباب يدخل منه إليها.. إنه زمن خواتيم الأمور، ختام الإرهاب على أرض سورية، وإذا كان الإرهاب يأكل بعضه بعضاً في إدلب وما حولها، فإن الكلمة الأخيرة ستكون قريبة لأبطال الجيش العربي السوري الذي يتحضر لقول خطاب الفصل هناك.. بالمختصر المفيد إنه زمن سورية، زمن التوبة عند عتبات قاسيون.
منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com

التاريخ: الأثنين 7-1-2019
رقم العدد : 16878

 

آخر الأخبار
حي غزال في سبينة ..منسي خدمياً.. رئيس البلدية: الإمكانيات محدودة للارتقاء بواقع الخدمات الدعم العربي لسوريا في إعادة الإعمار يؤسس لشراكات اقتصادية واستثمارية سوريا ترسم هويتها العربية الجديدة على أسس المصالح المشتركة الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعلن انطلاق عملها الرسمي من العاصمة دمشق  من العزلة إلى الانفتاح.. سوريا تعود لمكانها الطبيعي في البيت العربي التأهب مستمر لمنع تجدده.. السيطرة على حريق مشهد العالي في مصياف الدفع السياسي يعزز التعاون والتنسيق السوري العربي بمواجهة التحديات الأمنية لم تعد للجميع.. حدائق دمشق لمن يدفع المال تأهيل مهندسي القنيطرة وفق المعايير الحديثة  لماذا لا يُحوَّل سجنا تدمر وصيدنايا إلى متاحف توثّق الذاكرة وتُخلّد الضحايا..؟ الذكاء الاصطناعي ودوره في الوعي المعلوماتي لدى الشباب الجامعي نائب مدير البورصة لـ"الثورة": فترة جس النبض انتهت والعودة طبيعية اتفاقية بين مفوضية اللاجئين وجمعية خيرية كويتية لدعم السوريين في الأردن دور المغتربين السوريين في إعادة الإعمار .. تحويل التحديات إلى فرص هل حان وقت تنظيم سوق السيارات ..؟ وزير المالية يعلن خطّة تطوير شاملة لسوق دمشق للأوراق المالية التنمر الإلكتروني.. جرحٌ لا يُرى وضحايا لا تُسمَع أصواتهم قفزة في الصادرات الأردنية إلى سوريا بنسبة 454% في الربع الأول من 2025 لغز السيارات في سوريا .. يثير ألف سؤال حول توقيت قرارات السماح بالاستيراد أومنعه !!. الخضار الصيفية بدرعا تبحث عن منافذ للتسويق والتصدير