حتى لو لم يكن برده تحت الصفر بدرجات. لكنه شتاء بارد صقيعا كان ام ثلجا ام مطرا .هذا هو الأمر الطبيعي ,لكن وبقدر ما يقال: إن الاسرة السورية تفرقت في هذه الحرب وأن وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الانترنيت استحوذ على اهتمام كل فرد وكل شيء ,لكن هناك عوامل أقوى من النت وأقوى من رغبة الفرد بالاستقلالية والخصوصية الشخصية جمعت الاسرة في هذا الشتاء وعلى مدار ثماني سنوات.. هل نتوقع ان مدفأة المازوت او مدفأة الحطب أو الغاز أو أي مصدر تدفئة?? هذه القطعة الحديدية سيكون لها الفضل في لم الأسرة في غرفة واحدة وتبادل الاحاديث والتعرف عن قرب على كثير من القضايا التي يمكن أن تهمل بفعل البعد والفراق.
لقد أجبرت هذه المدفأة الأسرة على اختيار الغرفة الأصغر مساحة والمجهزة بالتدفئة وتحولت الى مكان لدراسة الأولاد والى طاولة سفرة غداء وعشاء وكثيرا ما أغرت البعض الى النوم فيها قيلولة وليلا .ويمكن استقبال المقربين جدا فيها.
غريبة هذه» الحميمية» التي عادت الى الظهور منذ القرن الماضي والتي يخلقها الشتاء منذ زمن لكنها اليوم حميمية قسرية فلم يكن الكتاب المدرسي او الجامعي او النت منافسا لجلسات السمر التي تقتل مللا يطول فيه الليل ,أما الاولاد فقد تكيفوا مع هذا الوضع وحسبوا له حسابا قبل بدء الفصل، فالمازوت محدود والغاز والحطب ودخل الاسرة محدود,,وكل أدوات التدفئة مكلفة.اذاً ما على الأسرة التي تتجمع في غرفة شتائية واحدة إلا الصبر والتحمل فرب ضحكة تنسي هموم الحياة ورب نجاح يخرج من هذه الغرفة الضيقة مبشرا بالفرج، ورب أفكار مبدعة وخلاقة تخرج من نقاش اجتمع فيه جيلان فيضفي على الحياة املا جديدا بحياة أفضل وانكسارات أقل، ورب شتاء مثل هذا الشتاء يزيل ماقد علق في نفوس البشر من آلام وأحزان وغسلها كما غسل طرقات هذا الوطن وترابه وأشجاره ،ودفن في عمق أعماق الأرض حكايا وقصصا لا نريد تذكرها.
أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888