تعزيز الثقة والاطـــمئنان في نفوس الناشئة

 

تشير الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن الأفراد الذين يشعرون بالغربة داخل أسرهم أو محيطهم ،يعانون من صعوبات في علاقاتهم بالمحيط ،

بدءا من الوالدين وليس انتهاء بالبيئة والمجتمع التي يعيشون بداخلها ،وعلى العكس من ذلك فان أقرانهم الذين يعيشون بأمان ويلمسون بأنهم مرغوب ومرحب بهم يتعزز عندهم الشعور بالاطمئنان والتوازن النفسي ،وهذا الشعور يتعاظم وخاصة عند الأطفال وفي مرحلة مبكرة من السن ،وان كان ذلك الشعور عند الكبار الأكثر تفهما من الأطفال، وهذا الشيء لايعني أن الطفل لا يدرك ما الذي يدور حوله بل على العكس تماما فهو كائن حساس جدا ويشعر بأدق التفاصيل وتأثيراتها النفسية والاجتماعية عليه ستكون مستقبلا كبيرة جدا ،لكنه لا حيلة له ولا قوة ولا يمكنه تغيير الواقع بسبب صغر سنه وعدم قدرته على تغيير الأمر، فالكبير هم المتحكم، أولا وأخيرا، والظروف المحيطة لها انعكاساتها على الوضع .
ولهذه الحالات أسباب قد تكون مقنعة في بعض الأحيان وقد لا تكون وهذا يتعلق بالمجتمع وتقاليده الاجتماعية ومستوياته سواء العقلية أو العلمية وغيرها من العوامل ،فمثلا إذا قرر زوجان تأخير الإنجاب لبعض الوقت لسبب أو آخر ،كي يتمتعا أكثر بعلاقتهما الزوجية قبل تحمل مسؤولية تربية طفل وانتظار الظروف المناسبة لمجيئه وحدث الحمل لعدم فعالية الوسائل المستخدمة أو لسبب ما ،قد يأتي الطفل غير مرغوب به في البداية فإذا تقبل الزوجان الأمر وتفاهما على ذلك كانت الأمور ميسرة وسارت الحياة بشكلها الطبيعي وان كان غير ذلك من طرف أو طرفين تبدأ المسألة بالخطورة والمشاحنات ويحصد الطفل ثمار تلك الخلافات ،وفي حالات أخرى وخاصة في مجتمع ذكوري يحب الذكر وأتى الحمل ببنت ينعكس ذلك على الأسرة ،أيضا لو غلب العقل والمنطق على عدم التعقل مرت الأمور بسلام و إلا سينعكس الأمر بصفة شعورية أو لاشعورية على وضع الأسرة وبالتالي على المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر .
بالحب والعطف نتجنب المشكلة
بثينة العائدي الاختصاصية بعلم النفس أكدت :بأن الطفل هو كائن عاقل ويدرك ما يدور حوله من أحداث حتى ولو كانت دقيقة وللأسف هناك اعتقاد خاطئ من الأهل أو المحيط بأن الطفل صغير ولا يعقل ولا يفهم كما الكبار والدليل على خطأ ذلك ما نشاهده في مدى تعلقه بوالدته عندما يشعر بأنها مضطهدة أو تتعرض للعنف على أشكاله ،معبرا ذلك على رفضه وحتى لو كان ذلك من والده مثلا .
وهذا يدفعنا إلى التأكيد بأنه يشعر بأنه غير مرغوب به داخل أسرته أو داخل محيطه أو انه مرحب به ومصدر سعادة لهم منذ صغره، ويتعامل مع كل موقف بعد ذلك بطرق مختلفة تتناسب والموقف فأحيانا بإيجابية وأخرى بسلبية ،وعلى سبيل المثال قد نجده يتنافس مع الآخرين للاستئثار بالعطف سواء في البيت أو المدرسة أو حتى مع الأقران ليتم منحه الشعور بالأمن والثقة بالنفس من قبل الآخرين حتى ولو كانوا إخوته أو أقرانه ،ويتغير الحال عكس ذلك ،فيما لو لم يتوفر له ذلك الحب والرغبة في وجوده داخل الوسط الاجتماعي الملائم لنموه، وكتعبير عن شعور قد يكون في بعض الأحيان غامض نوعا ما بأنه يجب أن يدافع عن وجوده فيلجأ إلى أساليب متنوعة منها التخريب لبعض الأشياء المحببة للغير أو معاكسة الآخرين وأحيانا التمرد على سلطتهم وعدم الاهتمام بالذين يرغبون به، كدروسه مثلا إن كان مرفوضا أو حتى مغيبا من الآخرين في البيت أو حتى من قبل المعلم يلجأ إلى ما يغيظهم كإهماله لدروسه وواجباته لأنه يدرك أن الفشل سيؤلمهم ويعاقبهم على رفضه أو إهماله وعدم تفهمه،كما ويتبع وسائل تعبير أخرى مثل الخروج عن كل ماهو متعارف عليه في محيطه ،وقد يدفعه ذلك إلى الانحراف والتشرد أو يلجأ لوسائل أخرى انسحابية مثل اللجوء إلى الصمت والعزلة والخوف والخجل وأحلام اليقظة أو اللعب الإيهامي حيث يسقط مشاعره العدوانية على لعبة يلهو بها أو على شخصيات خيالية يصبغ عليها كل الصفات التي يشعر انه محروم منها، والأمر الأكثر ضررا عليه وعلى محيطه وعلى المجتمع هو لجوؤه إلى التشرد والانحراف والعدوانية كرد فعل على مايعانيه من إحباط وتجاهل الآخرين وبالتالي انعدام الشعور بالأمن والحب من المحيطين ،وهنا مصدر الخطورة التي يجب تداركها والعمل على الحد منها أو القضاء عليها ولا يتم ذلك إلا بتضافر كل الجهود في المجتمع بدءا من الأسرة والمدرسة .
من هنا يبدأ العلاج
تشير العائدي أن العلاج يبدأ من الأسرة والمجتمع المحيط وذلك عبر مد جسور التواصل مع الأطفال والمراهقين بإحاطتهم بالرعاية والاهتمام والعناية اللازمة وتعريفهم بأنهم مصدر سعادة وفرح العائلة وغيرها كالمدرسة مثلا وذلك بالمقدار اللازم والضروري لنمو شخصيتهم بشكلها السوي والطبيعي والهادئ مع العمل على تنمية قدرة الطفل على ضبط مشاعره واحترام مشاعر الآخرين وحاجاتهم ،وكذلك على المحيط الاستجابة لحاجاته الضرورية سواء النفسية أو الاجتماعية والعلمية وحتى المادية وحسب قدرة العائلة كما يجب تعليمه حل المشكلات بطريقة مناسبة حسب كل مشكلة و حسب مستواه العقلي ،وبذلك سيصل إلى مرحلة المراهقة ثم الرشد بشكل سليم ومناسب .
يحيى الشهابي

 

 

التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص