مرت أيام على الخسارة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم التي تستضيفها الإمارات، مرت أيام وفي كل يوم تخرج أو تطفو على السطح فضيحة جديدة في مسرحية استعداد منتخبنا للعرس الآسيوي، والتي كان فصلها الأخير حزيناً.
مرت أيام وفي وقت تتعالى الأصوات مطالبة باستقالة ورحيل العابثين برياضتنا الذين يمسكون بزمام أمورها، ومع كل هزة وخسارة وفضيحة يتصرفون وكأن شيئاً لم يكن، هؤلاء وكالعادة صامتون متوارون عن الأنظار، وسط تفسيرات متباينة، إذ هناك من يقول إن هؤلاء واثقون من بقائهم ويعتمدون على عامل الزمن، بينما يقول آخرون إن هناك تحركات جادة لوضع النقاط على الحروف، وإن لم يكن هناك محاسبة، فعلى الأقل سيُبعد المتهمون الذين أشار إليهم الجمهور والإعلام، إذ من غير المعقول أن يكون هناك سكوت على جملة الأخطاء الفادحة والفاضحة التي ارتكبها هؤلاء، ومن غير المقبول ألا يكون هناك استجابة لنداء الجمهور الوفي الذي رأى في رياضتنا وكرتنا فوضى وفساد واستهتار بالمشاعر والمسؤولية.
باختصار هناك من يرى أن الهدوء الرسمي الذي يسيطر على الأجواء فيما يتعلق بفشل وتعثر المنتخب، ليس إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تطيح بالعابثين الفاسدين، ولهذا كان هناك كثيرون ممن طالبونا بالتفاؤل، فهذه المرة طفح الكيل ولم يعد هناك محاباة أو تستر على أحد، وقد آن الأوان لطي صفحة قاتمة في كتاب رياضتنا، وفتح صفحة جديدة تحت إشراف الخبراء والمخلصين الذين همهم التطوير والبناء الذي يرفع من شأن الرياضة السورية، ترجمة لحب الوطن الذي يكون بالعمل والإخلاص لا بالكلام والخطب الرنانة التي يطلقها الذين يقولون ما لا يفعلون.
لنتفاءل إذاً ولننتظر، وعسى ألا يطول الانتظار.
هشام اللحام
التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890