يتردد العالم في فهم التبدلات في الموقف الصهيوني من الاعتداءات على سورية، فخلال السنوات الماضية كانت عصابات الاحتلال الصهيوني لا تعترف باعتداءاتها ولا بدعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق الجنوب، لكنها بدأت بتغيير سلوكها وتصريحاتها التي بدأت تصاحب كل عدوان جديد، فضلاً عن صدور اعترافات لأكثر من مسؤول صهيوني عسكري وسياسي يعترف فيها بتنفيذ اعتداءات على الأراضي السورية تحت ذرائع وأكاذيب وجود مراكز عسكرية لقوات إيرانية أو معسكرات للمقاومة اللبنانية وغيرها من المبررات والادعاءات والذرائع الكاذبة، فما الذي تغير وتبدل بحيث يؤدي إلى تغيير قواعد الاشتباك؟
المتغيرات ليست في الواقع السوري، فسورية قد حققت إنجازات كبيرة واندحر أمامها الإرهاب والإرهابيون، لكن الداخل الصهيوني ونتنياهو المهزوم والمتذبذب في موقعه يعمل جاهداً للفوز بانتخابات الكنيست القادمة، بعدما عمل على تقديم موعد الانتخابات للاستفادة من ادعاءات محاربة سورية ومحور المقاومة، ومن هنا يمكن فهم اعتراف سلطات الاحتلال بتنفيذ الاعتداءات وادعاء مواجهة الخطر القادم من إيران وحزب الله بعد مواجهة الجيش العربي السوري وتزايد قوة الردع وخاصة في ميدان الصواريخ والدفاعات الجوية، وسيحاول نتنياهو جهده الاستفادة من هذه الافتراءات من خلال القيام باعتداءات متكررة حتى إجراء الانتخابات الصهيونية في نيسان القادم.
وما تلك الإجراءات والسلوك إلا محاولات يائسة لن يقدر لها تحقيق أي هدف صهيوني في ظل القدرة الكبيرة والمتنامية للجيش العربي السوري الباسل.
البقعة الساخنة
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893

السابق
التالي