لم يترك داعمو الإرهاب في سورية فرصة إلا واستخدموها في محاولاتهم المتواصلة لخلط أوراقهم الإرهابية، والتي أصبحت مكشوفة ومحروقة بين أيديهم، ولكنهم مستمرون في اللعب بها رغم الخسارات الفادحة التي لحقت بمشاريعهم على مدى السنوات الثماني الماضية، وذلك في سياق تشويشهم الذي لم يتوقف يوماً من الأيام على الإنجازات والانتصارات التي تحققها الدولة السورية في معركتها ضد الإرهاب بمختلف مسمياته، والتي لا يمكن أن تتوقف حتى تطهير كامل ربوع الوطن من رجس التنظيمات الإرهابية وإجرامها.
فمن سياسات العثماني أردوغان الذي يتستر بشكل علني على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ومده لهذا التنظيم بكل أشكال الدعم السياسي واللوجستي والتسليحي وغيره، من أجل بسط سيطرته على كامل إدلب بشكل مخالف للاتفاق الذي وقعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، إلى قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتذبذب في مواقفه، والتي تصب بمجملها في دعم التنظيمات الإرهابية المنتشرة في شرق سورية، وعلى رأسها داعش الذي تحدثت أخبار شبه مؤكدة عن انتقال عناصره مؤخراً من بلدة الباغوز إلى مناطق أخرى في ريف دير الزور والحسكة، وذلك بمعرفة ميليشيا قسد وعن طريقها، وبإشراف مباشر من قبل واشنطن وتحالفها الخارج على القانون.
إضافة لما سبق.. يدخل في إطار الاستثمار بالإرهاب.. ممارسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحكومة تيريزا ماي، ومن سار في ركب معاداة سورية من الغرب والشرق، وصولاً إلى الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية من قبل العدو الصهيوني، وذلك كله يأتي في سياق محاولة أطراف العدوان بكل تسمياتهم تنظيمات وكيانات ودول، لإبقاء سورية في دوامة الصراع مع الإرهاب، بهدف إضعافها وتحويلها إلى دولة فاشلة.
بالمقابل لقد اعتادت سورية منذ فجر التاريخ أن تكون مصدر إلهام حضاري وإنساني للبشرية جمعاء، وأن تقف دائماً سداً منيعاً في وجه كل المشاريع الاستعمارية التي تستهدف الوطن العربي، وستواصل اليوم حربها على الإرهاب بدعم من حلفائها وأصدقائها حتى القضاء عليه، وستبقى النبراس الذي ينير دروب أجيال الأمة العربية في الحرية والعزة والكرامة.
نافذة على حدث
راغب العطية

السابق
التالي