صباح أمس وعند توجهي إلى مكتبي في الصحيفة، بادرني أحد الموظفين قائلاً: خيّبت الفريق آمالنا كم هناك فارق بين ما قدمه في تصفيات كأس العالم وبين ما قدمه في بطولة آسيا، فكرت قليلاً بما يمكن أن أرد به، وخاصة أن كلاماً كثيراً مثل هذا نسمعه كل يوم، فالكلام لا يزال مستمراً عن خروج منتخبنا بأسوأ صورة في العرس الآسيوي الذي دخلناه بهيبة ووقار، وخرجنا منه بخيبة وألم، وكما قال كثيرون لقد أعادتنا هذه المشاركة إلى أرض الواقع وأيقظتنا من حلم جميل، حلم لا يتعلق بمشاركة وفوز ببطولة فقط، بل يتعلق بتطور حقيقي في مفاهيم الرياضة وكرة القدم، تطور يعكس ثقافة الاحتراف إدارة بالدرجة الأولى، وفي الجانب الفني الفردي والجماعي بالدرجة الثانية.
باختصار كان الجواب والرد على ما تحدث به زميلنا أن النوايا اختلفت ما بين عام وعام، فالعمل كان بلا خطط وبعيد عن المؤساساتية، وكان فردياً ارتجالياً، وكان الهدف ممن كان يدير الأمور البحث عن مجد شخصي، هذا أولاً، وفي ظل حالة الفوضى التي عمّت بحث عدد من اللاعبين عن مكاسب شخصية رغم أنهم محترفون، فغلبت الأنا والطبع على المصلحة العامة والمعنى الحقيقي للاحتراف، ولم يكن منتخبنا الذي رفع شعار (فريق واحد) فريقاً واحداً بالفعل، وباختصار حصدنا في آسيا سوء النوايا في اتجاهات مختلفة، والضعف الإداري الذي يعكس الجهل، أي أن فاقد الشيء لا يعطيه..
هذا الكلام بات معروفاً، وقد يقول قائل وإلى متى سيستمر الحديث وقد مضى ما مضى على الفشل، ونحن نقول الأمر ليس بأيادينا، لأن الناس من الصعب أن تنسى بسهولة ما حدث وخاصة أن منتخبنا كان قادراً على المنافسة فعلاً، وإذا كان هناك من يرى أن الإعلام وسواه قد شحنوا المنتخب فوق الحد، وأن الطموحات التي كانت مرفوعة قبيل البطولة غير مشروعة، فإن المقارنة بين منتخبنا أمس في تصفيات المونديال ومنتخبات آسيا التي كان معظمها متجدداً عادي المستوى في الإمارات، تؤكد أن منتخبنا كان يمكن أن يذهب بعيداً في البطولة لاولا سوء الإدارة والخلافات التي شتت شمل الفريق، و يا للأسف!
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896