حياتنـــا.. ثقافــــــة

عندما نتابع الأحاديث والنقاشات في الجلسات الخاصة والعامة وحتى الجلسات العائلية، وما يدور فيها من عناوين باتت حديث الساعة وتحمل في مضامينها الاستنكار والأسف لما آلت إليه حال الكثير من البشر الذين كانوا يظهرون في يوم من الأيام بلبوس الحكماء والقديسين ولكنهم اليوم تحولوا «بقدرة قادر» إلى وحوش آدمية، تتهافت اللعنات على زمن استطاع أن يغير تلك النفوس حتى بات الجميع وكأنهم في غابة ينهش كل واحد فيها لحم أخيه دون وازع من ضمير أو خلق.
ولكن هل حقا الزمن هو من أسبغ عليهم شريعة الغاب لتكون قانونهم في علاقاتهم وتعاملاتهم الإنسانية، وهل حقاً أن معايير الحياة قد صيغت من جديد بعيدا عما كنا نتباهى به من قيم الخير والمحبة والتسامح، أم أن وراء الأكمة ما وراءها من استنبات لنزعات الشر في أنفسنا، متغافلين عن إنسانيتنا التي حبانا الله بها وكانت على مدى العصور والأزمان بوصلتنا في علاقتنا مع الآخر، وهل نبرىء أنفسنا من تفشي تلك الظواهر في مجتمعاتنا ونحن ما نحن عليه من تشرذم وتباين في الأفكار والتوجهات والتطلعات؟
وهنا يحضرني قول أحدهم «هناك شيئان يجعلان الإنسان حكيما، الكتب التي يقرؤها، والأشخاص الذين يقابلهم» إذا الحلول مطروحة على قارعة الحياة في استثمار كل ما من شأنه أن يعيد للحياة لونها الوردي، ويعيد للعلاقات الإنسانية بهاءها وطهرها ونقاءها.
والثقافة لاشك هي الطريق الأقصر والأجدى لصوغ إنسان الحضارة الواعي لمسؤولياته والمدرك لمهامه من أجل العيش في عالم تسوده القيم النبيلة بعيدا عن الصراعات والنزاعات والتهافت على دونيات الحياة.
والأخذ بالأسباب متاح في زمن بات كل شيء في متناول اليد عبر تقنيات التواصل الحديثة وعبر الإصدارات الجديدة من الكتب، إلى جانب الأنشطة الثقافية والفنية «المسرح، السينما، الدراما» هذه المقومات جميعها لو استثمرت بالطريقة المثلى، ستشكل الأساس المتين لنهضة ثقافية واعية تساهم في رفع مستوى المجتمع وتطوره في المجالات الحياتية كافة، وتضع لبنة صلبة في بناء الوطن والارتقاء بعلاقاته الإنسانية النبيلة وفق شعار «حياتنا ثقافة».

فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب