مشهد صغير يتكرر في أيامنا هذه أثناء استلام أبنائنا لنتائج الفصل الدراسي الأول، أبطاله آباء، ما إن يبلغون لحضور المدرسة بسبب تقصير أولادهم دراسيا أو لتصرف سلوكي خاطئ حتى يبدأ موال (الأنا)..أنا أتعب..أنا أخرج من الفجر إلى النجر ..أنا أشقى ..أنا أعمل ليل نهار..أنا أحرم نفسي من التمتع بأي عطلة..أنا أتناول النواشف..وأنا وأنا وهذا الموال يختتمه البعض في المدرسة بقفلة..(اللحم لكم والعظم لنا)،تفويض أبوي صريح للإدارة المدرسية بعقوبة الضرب للتربية وللتعليم.
مفردات لها وقع سلبي على نفوس أبنائنا..صمت وسكوت وكبت نفسي..وأحيانا انفجار يؤدي إلى التمرد والعند..وشعور بالنقمة والإحباط، صراخ وسباب أبوي هو تهرب من تحمل مسؤولية فشل تربوي يعزوه البعض إلى الزمان، زمان الحداثة والتكنولوجيا..زمان اللهاث وراء لقمة عيش تلتهم أغلب وقتنا والحقيقة أن العيب في جهل أو تجاهل الآباء لأساليب التربية الصحيحة والثقافة التربوية الناجعة.
مع الشكر الجزيل والعرفان بالجميل ..لشقاء وكد آباء يبذلون ما بوسعهم لإسعاد أبنائهم، يضربون في الأرض لزرع الفرح في قلوبهم، ولكن لتكن هذه الواجبات أروع مثال عن التضحية والجد والمثابرة، درس لتعليم أهمية الوقت بثوانيه ولذة العمل بنتائجه.
التربية القويمة..هي مزيد من الحب، مزيد من الحوار، مزيد من التواصل،من الحضور النفسي للأسرة، من الواقعية، ومن الصبر لأن أبناءنا ربما عانوا مزيداً من الإهمال.
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897