شاء اتحاد كرة القدم الهروب إلى الأمام، فاجتمع بالأندية وبحث شؤون الدوري، وتناول قضايا مختلفة تخص مستقبل المنتخب الأول والمنتخبات الأخرى، ومرّ مرور الكرام في بلاغه الذي حمل الرقم واحد لعام 2019، على قضية تغييب الإعلام عن مرافقة المنتخب في كأس آسيا، معتبراً أن ما حدث ليس إلا سوء تفاهم وخلل بالتنسيق مع رئاسة الاتحاد ومكتب الإعلام فيه، رغم أن الدلائل كلها تشير إلى تغييب واستبعاد للإعلام عن سابق إصرار.
قد ينجح الاتحاد قليلاً في تجاوز أزمته، فالجمهور سينشغل بالدوري رغم استيائه مما حصل في الإمارات، وخاصة بعد تتويج المنتخب القطري باللقب، وظهور معظم المنتخبات بمستوى عادي، بمعنى أنه كان لمنتخبنا أن يمضي بعيداً في هذه البطولة، فيما لو كانت شؤونه الداخلية والإدارية على ما يرام، سينشغل الناس بالدوري، ولكن لن ينسوا أسوأ مشاركة لمنتخبنا فنياً وإدارياً..
والإعلام بدوره سيتابع بطبيعة الحال الدوري ونشاطات كرة القدم الأخرى، ولكنه أيضاً لن ينسى ما حصل، وخاصة أن التعامل معه من الاتحاد ورئيسه لم يكن كما يجب، والنوايا لم تكن صادقة وحسنة..
إذاً كيف ستمضي الأمور بشكل عام؟ وماذا على اتحاد اللعبة أن يفعل ليكفّر عن ذنبه ويكسب ثقة واحترام الجميع؟
باختصار شديد اليوم اتحاد كرة القدم تحت الأضواء أكثر، وبالتالي تحت الضغط ، وهذا يعني أنه إذا لم يكن هناك أفعال تعبر أو تعكس تحولاً جذرياً في طريقة العمل وإدارة شؤون اللعبة من جهة، وطريقة التعامل مع الناس وخاصة الإعلام، فإن الكلام والنقد سيزداد، ولهذا نأمل أن يكون العمل عملاً مؤسساتياً لعل تلك الصفحة القاتمة تبيضّ ويكون هناك تعاون لما فيه مصلحة كرة القدم بشكل خاص ورياضتنا بشكل عام، والكلام هنا لا يخص اتحاد اللعبة فقط..
هشام اللحام
التاريخ: الأثنين 4-2-2019
رقم العدد : 16901