تكالب العدوان

 

 

 

 

ما بين سوتشي ووارسو أبعاد ليس يجمعها عامل واحد، فالأولى تمثل لقاء الانتصار فيما الثانية تعكس الخيبات والهزيمة والبحث عن مخارج ساقطة لدرء وتلافي نتائج الانتصارات المقدسة.
في سوتشي يتم البحث عن حلول وفق الشرعية الدولية والقوانين والأعراف المشروعة، بينما يبحث المجتمعون في وارسو أشكال العدوان والبغي ويبايعون الصهاينة على التبعية والخيانة فيفشلون ويجترون الفشل تلو الآخر غير عابئين بالتجارب التي مرت بها سورية ومحور المقاومة خلال سنوات العدوان الثماني الماضية. يعيش متآمرو وارسو خيبة الضربة القادمة من ميونخ من المشغل الأميركي وقراراته الضبابية التي اتخذها دون تنسيق مع حلفائه المعتدين فضلاً عن عدم استشارة عسكرييه وسياسييه بقرار الانسحاب العسكري من سورية تاركاً المعتدين يتخبطون في اتخاذ قرارات تمكنهم من المضي في أساليب عدوانهم التي لم تحقق نتائج كانوا يتوخونها، فهذه فلول داعش يتم نقلها داخل عربات أميركية مصفحة في الوقت الذي سيعلن فيه ساكن البيت الأبيض القضاء على هذا التنظيم الإرهابي دون تحديد مصير المقاتلين الذين استسلموا، وهل سيتم نقلهم إلى مناطق جديدة أو إعادتهم إلى بلدانهم ليواجهوا محاكمات يتم الحديث عنها في أروقة مكاتب القرار الأميركي. التخبط والضبابية تحكم عمل وتخطيطات كل من شارك بالعدوان على سورية، فلا هم قادرون على ملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأميركية بعد انسحابها ولا هم قادرون على مواجهة محور مقاومة الإرهاب ولا هم قادرون أيضاً على مواجهة الاستحقاق القانوني السوري أمام المحافل الدولية سواء في حنيف أم قاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن أو أي مؤتمر لبحث الملف السوري، فمحور المقاومة ومعه حلف محاربة الإرهاب لا يكترثون للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وتطبقها المجموعة الأوروبية بصورة أشد وأكثر قذارة من مصدرها، وهم يثبتون يومياً قدرة على المواجهة والتحدي والثبات رغم الضغوطات التي تمارسها أميركا على معظم دول العالم، فنرى العالم يجتمع في سوتشي في ملتقى اقتصادي يعلن فيه ديمتري ميدفيدف رئيس وزراء روسيا الاتحادية أن تلك العقوبات لا تؤثر أبداً على قوة الاقتصاد الروسي، الأمر الذي ينسحب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي تحتفل بالذكرى الأربعين لانتصارها على الإمبريالية مسلحة بالمزيد من التقدم الصناعي العسكري والمدني على السواء وتفض شروطها على الشركاء الأوروبيين الذين لم ينسحبوا من المعاهدة النووية بعدما انسحبت منها الولايات المتحدة الأميركية من جانب واحد.
إنها الحرب تضع أوزارها في جانب لتشتعل في جانب آخر متخذة أشكالاً تطبيعية وتسلك مسالك الاقتصاد التخريبي دون أن تفلح في النهاية، وستكشف الأيام القريبة أن كل خطوات الدفع نحو المزيد من التطبيع مع العدو الصهيوني كأسلوب لإضعاف العرب ومحور المقاومة ستذهب سدى أمام الترابط الوطني الذي صمد أمام الهجمات الأكبر.
مصطفى المقداد

التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912

آخر الأخبار
عودة الحياة إلى مدرسة الطيبة الرابعة في درعا  نقيب معلمي سوريا يزور ثانوية مزيريب بعد حادثة الاعتداء   القبض على خلية إرهابية بعملية محكمة في اللاذقية  الشرع يبحث مع وزير الدفاع وقادة الفرق المستجدات على الساحة الوطنية  تحذيرات من "خطر "تناقص المياه  "نبض سامز": تدريب مكثف لرفع كفاءة الأطباء في إنقاذ الأرواح  النيرب معقل الوردة الشامية في حلب.. تعاون زراعي لتطوير الإنتاج  محافظة حلب تخصص رقماً هاتفياً لتلقّي الشكاوى على المتسوّلين   الاستجابة الطارئة لمهجري السويداء تصل إلى 84 ألف مهجر في مراكز إيواء درعا   صدور النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب عن دائرتي رأس العين وتل أبيض  عودة 400 لاجئ من لبنان ضمن العودة الطوعية من الغياب الى الاستعادة.. إدلب تسترجع أراضيها لتبني مستقبلاً من النماء  "التربية": كرامة المعلم خط أحمر والحادثة في درعا لن تمر دون عقاب البيانات الدقيقة.. مسارات جديدة في سوق العمل خطّة التربية والتعليم".. نحو تعليم نوعي ومستدام يواكب التطلعات سرقات السيارات في دمشق... بين تهاون الحماية وانتعاش السوق السوداء فرنسا تصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق المخلوع "بشار الأسد" إعادة تأهيل معبر الرمثا..رافعة للتنمية والاستقرار في الجنوب افتتاح مسجد "أبو بكر الصديق" بعد إعادة تأهيله في بلدة التح محافظ حلب: 842 شكوى تسوّل خلال شهرين واستجابة ميدانية تتجاوز 78بالمئة