تَعتَبر الولايات المتحدة الأمريكية عبر بياناتها المتلاحقة الصادرة عن وزارة الخزانة، ومكتبها المتخصص في مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) أنّ الحكومة السورية، والعديد من مؤسساتها، وبشكلٍ خاص مصرف سورية المركزي، ومصفاة بانياس، والشركة السورية لنقل النفط، ما هي إلاّ كياناتٍ إرهابيّة، تُشكّل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، وذلك تجسيداً لكذبةٍ تريد واشنطن أن تركبها ضد سورية، وهي جديرة بأن تُسمى وبامتياز (كذبة العصر) ولا أحد يعرف كم هي كذبة..؟ أكثر من أمريكا ذاتها، لأنها هي التي تبتكر هذه الأفكار الكاذبة، وتريد أن تروّجها، وتفرض تصديقها على العالم، لتغطية فشلها الذريع في تحقيق أهدافها، والتي من أجل تحقيقها أطلقت في ربوع بلادنا تلك المجموعات الإرهابية المسلحة، لتعيث فساداً، وتُقدّم للصهيونية العالمية هديتها المنتظرة بشرق أوسطٍ جديد، يُشكّل حلماً.. بل وهماً للصهاينة الذين باتوا يُسجلون الفشل بعد الآخر.
وهذه الأكاذيب التي تخترعها أمريكا علينا في هذه الأيام، وتحاول تسويقها بالداخل الأمريكي وفي المحافل الدولية، لتكون هي الفكرة القوية – على الرغم من هشاشتها – التي بنت وتبني عليها ذلك الحصار الاقتصادي الفظيع على سورية، والذي وصفه محللون بأنه أضخم نظام للحصار تم إرساؤه عبر التاريخ..!
فعلى أساس هذه الأكاذيب صرنا جميعنا هنا كمواطنين في الداخل السوري، وكأننا بالفعل مجرد إرهابيين نهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وبناء عليه أجازت واشنطن لنفسها محاربة شحنات النفط والغاز المتجهة إلى سورية ومنع وصولها بمختلف الطرق والوسائل، ومنع وصول الآلات ووسائط الإنتاج، وقطع التبديل والاحتياجات التكنولوجية، ومحاولات منع التحويلات المالية من سورية وإليها، وما إلى ذلك الكثير من العقوبات الاقتصادية، والتي تأتي بالنهاية – على ما يبدو – ردّاً على العقوبات التي تفرضها سورية بقوة وشجاعة على الولايات المتحدة الأمريكية، عبر تلك الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، والدول والقوى المتحالفة معه، على الأرض في دحر الإرهاب، وإلحاق شرّ الهزائم به.
إنها بالفعل عقوباتٍ قاسية، وعلى حين غفلة، لم تحسب لها أمريكا على ما يبدو الحساب الكافي.. فانفجرت علينا بشظاياها الكاذبة.. ولكن تبقى مشكلتها أنّ حبل الكذب قصير.. والمجدُ للصدق..
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912