ساعات حاسمة يعيشها البريطانيون بانتظار التصويت المقرر لبرلمانهم غدا على اتفاق «بريكست» وسط حالة من التشاؤم والإحباط تسود فيما بينهم نتيجة الخلافات العميقة والانقسام الحاد الذي تشهده البلاد , في حين تتواصل المحادثات بين لندن وبروكسل سعيا للحصول على ضمانات قانونية يمكن أن تقنع النواب بدعم الاتفاق, إلا أنه لا توجد مؤشرات إيجابية على حدوث تغير كبير في الرأي في ظل التجاذبات القائمة.
حيث يصوت البرلمان البريطاني مرة أخرى غدا على اتفاق بريكست الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل ، وعلى النواب هذه المرة إما الموافقة عليه أو المخاطرة بالخروج من الاتحاد دون اتفاق في الموعد المحدد بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع تواصلت المحادثات بين الطرفين في بروكسل للحصول على ضمانات قانونية يمكن أن تساعد بانتزاع دعم نواب البرلمان للاتفاق, ويتوقع أن تقوم ماي بزيارة في اللحظات الأخيرة الى العاصمة البلجيكية إذا لزم الأمر.
وسعت ماي إلى تذكير النواب بالمخاطر التي تواجهها البلاد إذا لم يصوتوا لمصلحة الاتفاق , وحذرت في كلمة الجمعة من أن رفض اتفاقها مرة أخرى سيدخل البلاد في أزمة كبيرة.
وأجبرت المخاوف ماي على الموافقة على أنه في حال عدم موافقة البرلمان على اتفاق، فسيكون بإمكان النواب التصويت على خيار الخروج «بدون اتفاق»، أو إرجاء موعد البريكست.
من جانبه أكد كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه الجمعة أن الاتحاد يمكن أن يعرض على بريطانيا بيانا ملزما قانونيا يؤكد أن «خطة الأمان» ستكون مؤقتة.
وصرح للصحفيين عقب كلمة ماي: نحن لا يهمنا تبادل الاتهامات، بل التوصل إلى نتيجة.
ولا يزال حزب العمال المعارض الرئيسي في البلاد يعارض الاتفاق، رغم وعود ماي لعدد من نوابه بحماية حقوق العمال وتوفير أموال جديدة للبلدات الفقيرة, مبقيا على احتمال دعم إجراء استفتاء ثان يمكن أن يلغي بريكست.
وصرحت النائبة البارزة في الحزب إيميلي ثورنبيري لصحيفة «ذا تايمز» أول أمس أن حزبها سيدعم تأجيلا قصيرا للخروج، على أن لا يتعدى تموز.
من جهته أعلن حزب المحافظين أن المملكة لن تقبل مقترح بروكسل لإخراج المفاوضات حول «بريكست» من مأزقها عبر التعامل مع حالة أيرلندا الشمالية كحالة مميزة عن سائر البلاد.
وقال المتحدث باسم الحزب براندون ليويس في حديث لإذاعة بي بي سي أول أمس: لا نية لنا لعقد اتفاق يعرض وحدة المملكة المتحدة للخطر، في إشارة منه إلى المقترح الذي قدمه الجمعة كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه , والذي يمنح بموجبه المملكة حقا بالانسحاب من الاتحاد الجمركي الأوروبي من جانب واحد بعد «بريكست» ، مع بقاء أيرلندا الشمالية (التي هي جزء من المملكة المتحدة) في الفلك التجاري الأوروبي ، وذلك لتفادي أي لجوء اضطراري لفحوصات جمركية على الحدود مع أيرلندا عضو الاتحاد.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928