ثورة اون لاين -احمد حمادة:
أميركا تستثمر في الحروب، وتستثمر في الأزمات، وتستثمر بالإرهاب، وإن لم تجد حرباً أو أزمة فإنها تخترع كل ما يمكن أن يشعل حرباً أو يؤدي إلى أزمة وتبدأ باستثمارها وإدارتها.
ودونالد ترامب رئيسها التاجر خير من تلقف هذه القاعدة بين رؤساء أميركا وعمل بها، لم لا وهو المستثمر أساساً بالعقارات والمتهرب رقم واحد من الضرائب، والشاطر الأول بالابتزاز وعقد الصفقات.
اليوم يجد هذا الأخير بعد إفلاس بلاده في سورية وخسارتها لمعظم أوراقها الإرهابية في المنطقة، أنه لا بد من اختراع أي قصة لنهب ثروات الشعوب، فأنتجت (عبقرية اللص لديه) نظرية جديدة للابتزاز وهي استثمار وجود قوات بلاده كمرتزقة في العديد من دول العالم.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره محاولة شيطنة ترامب أو اتهام أميركا بما ليس فيها، فهما ليسا بحاجة إلى شيطنة، بل هو حقيقة واقعة كشفتها وكالة بلومبيرغ الأميركية حين سربت أن ترامب يخطط لمطالبة كل من ألمانيا واليابان ودول أخرى تستضيف القوات الأميركية بتحمل نفقات وجود الجنود الأميركيين المنتشرين على أراضيها بالإضافة إلى خمسين بالمائة أو أكثر ثمناً لما أسماه (امتياز استضافتهم).
إذاً حتى استضافة بعض الدول للجنود الأميركيين هو امتياز للمضيفين يجب أن يشكروا الله وأميركا على منحهم إياه، ويجب أن يسددوا الفاتورة على هذه النعمة التي وهبت لهم دون سواهم، وأن يدفعوا خمسة إلى ستة أضعاف المبلغ الذي يدفعونه الآن بموجب صيغة (التكلفة زائد خمسين بالمائة).
الأمر ليس وليد اللحظة بل هو سياسة أنتجها اللص الأميركي منذ زمان بعيد لكنه يرتبها اليوم بشكل أكثر فظاظة ووقاحة، وقد دافع ترامب عن هذه الفكرة لأشهر، وكنتيجة لإصراره عليها كادت المحادثات الأخيرة مع كوريا الجنوبية تفشل بشأن وضع 28 ألف جندي أميركي على أراضيها عندما تم إبلاغ المفاوضين الكوريين الجنوبيين بملاحظة قام بإبدائها مستشار الأمن القومي جون بولتون قائلاً: (نريد التكلفة).
وقبل هذا بأشهر كان ترامب نفسه قد طالب مشيخات النفط بدفع فاتورة بقاء قواته المحتلة في سورية، وأعاد الحديث بالأمر عدة مرات، وعبر عن عزمه وقف العمليات العسكرية الأميركية في المناطق التي لا تحصل فيها الولايات المتحدة على ثمن بقائها.
إنها عقلية التاجر الجشع واللص البشع والمحتل الاستعماري الذي يغزو البشرية باسم الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان، ولا ندري ربما يخرج علينا ترامب ليقول: عليكم أيها السوريون دفع ثمن (استضافتكم) لقواتي الغازية لبلدكم والتي تقصفكم وتقتل أطفالكم ونساءكم باسم الحرية!!.