لكل من طوى شراعه

 

 

 

يهرب حبر قلمي في أصعب اللحظات التي أحتاجه فيها، تخونني الحروف حين تفر من بين شفتاي كلما كان الأسى كبيراً، فكيف إن كان بحجم الوطن، طير مست النار جناحيه كلما حلق أكثر زاد اشتعال النار في ريشه، وعندما يهوي يطفئ التراب ناره.
هو ذات التراب الذي طوى أبناؤنا أشرعتهم فوقه ليعمده دمهم الطاهر، من قدسية ذاك النجيع ازدادت قداسته، عبر حضاراته الغابرة، كانت أشرعتهم تطوى على شواطئ بحره وبره، ليظل سيد ذاته، وشعبه سيد نفسه، وحده يملك حق النعم، واللا.
تزدحم الأسئلة في قطار الذاكرة كلما توقف في محطات النسيان، ونستفيق على رجع تردادها، هل تجاوزنا الانزلاق على سكته؟ هل بدأنا الولوج عبر باب مستقبل الوطن لنرمي آلامنا في غيابات جبه، ثم نحمل حقائق الواقع فننتش منها ضرورات الحياة.
كيف نمحو آثار الحرب الهمجية؟ هل سيطول بحث الليل عن خيط الفجر الأبيض، لنكتب نهاية حرب مجنونة ضدنا، عنوانها الإرهاب، وفحواها نواقص في أعدائنا، ونمطية من الحقد المتجذر في نفوسهم المهزومة أمامنا مرة إثر أخرى عبر التاريخ.
حاولوا صرفها بالألغام والمتفجرات وقذائف الموت، العدو على أرضنا اختلطت مبرراته، بأبشع تفاصيل صوره، ووقاحة رعاته، إلى كل من طوى شراع هزيمته على شواطئ الجنون فوق أرضنا، لا رغبة لنا بك، لن تستطيع إحباط إرادة وطنيتنا.
أَبْحِرْ بمراكبك إلى ما وراء محيطات بغضك، فأنت محتل ولا مكان لك بيننا، فظاظة ديمقراطيتك الكاذبة، فضحها طاعون الإرهاب، الذي خرج من ثلاجة حنق سياساتك الاستعمارية، ساقتك إلينا رغبة واهمة لتتمرغ في ملح أرواحنا المتعبة وقاع جراحنا.
من طوى أشرعته من أبناء الوطن على ضفاف الآخرين، انشرها فريح العودة باتت مهيأة، بعد إفلاس مشروع العدو، وعودة معظم أدواته وحملة مشروعه إلى بلادهم الأصلية، حيث مفرخة الإرهاب، وما عادت رسائل التطمين مهما ثقل عيارها مجدية.
كل البيادق التخريبية، السارحة على رقعة الجغرافيا السورية، تعود إلى جحورها بعد فشلها في بناء أسوار العزلة حول سورية، وأدواتها الإرهابية التي تنوس بين العمالة والسمسرة، فشلت في تجييش الرأي العام إلى النهاية، فشمس الحقيقة لا يحجبها الزيف.
فاتورة التضحيات الوطنية، عززت من قوة أداء القيادة والمجتمع والسلطة، وساندت المصالحة الوطنية، المدعومة بهويتها المنتمية للعروبة المتوحدة مع المقاومة، والتي أفسدت على الصهيونية وأمريكا من تسخيرها لتكون نافذة الرفاهية والسلام لأبنائهم.
مخيم الركبان الورقة اللاإنسانية الضاغطة التي تملكها الإدارة الأمريكية، وتمنع عنها مقومات الحياة، تؤخر بها استكمال مشوار القوات السورية المصيري، لتحرير كامل الجغرافيا السورية، وتحتجزهم رهائن حرب معطلة المساعي السياسية لأي حل.
أما الحل أكان عاجلاً أم آجلاً، سينتهي لصالح الشعب والقيادة السورية، عندها نرى أشرعة العدو تطوى مرغماً أو بإرادته، حينها سيقفز سؤال إلى حيّز الواقع، هل ما حدث في سورية حقيقة أم كابوس عابر؟ هل سنستفيق منه ومتى؟ أهو واقع أم خيال؟
هل نهر الدم الذي ارتحل من كوكبات الأبطال ليغفو على تراب الوطن هو ذرف ياسمين، يعرش على جدر الكلام والسلاح، فيهذب الأولى، ويفرغ مخازن الثانية، وبعبق عطره يغير ما عكر أجواءنا من رائحة الموت وتداعيات ما تركه الإرهاب.
تراكم الوقت علينا كتلال من رمال حمله العجاج ليحط على شرفاتنا ويستقر كثيره في رئاتنا، تغسله جسور الغيوم المسجاة بحبابها إلى الفرات مسروق الضفة، لكنه أطاح بالاتهامات الباطلة، كما ورقة الكيماوي التي يرشق بها الجيش العربي السوري
كل أشرعة مراكب الإرهاب التي نُشرت وأبحرت وكانت وجهتها سورية، محركها الأساس العدو الصهيوني، والمؤسف أن ظهيره ومموله ومن يسدد فاتورة قتلنا دول الخليج، لكن أجيال الوطن ستبني على ما أنجزه جيشه العربي السوري وصمود أهله
سيظل التحسب من بؤر الشر وخلاياه النائمة، يعتصر الأرواح والأجساد التي تحملها كشوكة غرست في شريان راع في البادية ينز منها الدم مثل نمر جريح، وهو يخشى على أغنامه وذاته من لغم زرعه إرهابي عفن، تجتاحه رغبة عارمة للنجاة منه.
في هذا الشهر تكمل السنوات العجاف ثمانيها، نسدل عليها الستار ونترك للجيش استكمال مهامه، نتلمس من الآتيات التعافي، لننفض أدران ذواتنا فنطهر قلوبنا ونبني أفكارنا، نرسم خرائط أهدافنا، نجدول برامج عملنا، وننطلق نمحو استذكار الخراب
ويبقى عيد النصر وبناء الوعي، واستحواذ مقدرات المعرفة، ورسوم شقائق النعمان تحت ألوان قوس قزح، ورذاذ الغيم النضر يداعب وجوه الأطفال فرحاً بربيع مزهر لوحة تجعل الذاكرة مستقرها، وما دونها من البطولات ذخيرة لحكايا الجدات..
نتهادى عبارات الفرح والنصر حتى تصير لغواً لطيفاً على ألسنتنا، وهي تُزَامِن عيد الأم السورية، وسورية الأم الكبرى، ويعانق المعلم في عيده الأم الشهيدة وأم الشهيد، ونحمل أزهار قلوبنا إلى أبنائنا في آخر منازل الدنيا كل عام وأنت الخير يا وطني.
شهناز صبحي فاكوش

 

التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة