كتبنا كثيراً عن دور البلدية في تنمية المجتمع، بإشراك جميع السكان، بمختلف الأنشطة والمشاريع التي يمكن أن تنهض بحيهم، أو بلدتهم، وعن دورها أيضاً بالمساهمة بالتعاون مع الأهل والمدرسة بما يخص مشكلات الطلاب، أما المشاكل الخدمية فهي من أساسيات عملها، فهناك ميزانية مخصصة لكل جانب، النظافة والطرقات والحفاظ على البيئة وغيرها.
و رغم ذلك نجد الكثير من الضواحي والبلدات لا يتحقق فيها هذا الجانب الخدمي، وتنعدم فعالية البلدية لحل أي أزمة طارئة، كأزمة الغاز، حيث نجد الازدحام الشديد والتدافع، من أجل الحصول على جرة غاز، في وقت كان بوسع البلدية التدخل لتنظيم الدور وتفادي الفوضى والازدحام.
وهذا ما قامت به بلدية ضاحية الأسد بحرستا، فقد طبعت بطاقات بأرقام لجميع السكان، حتى من ليس متزوجا وعنده أسرة، واتفقت مع الموزع أن يخصص كل يوم لمجموعة من الأرقام حسب عدد الجرار المتوفرة، وتقوم بالإعلان عن موعد وصولها والأرقام التي حصتها في هذا الموعد على صفحات البلدية والضاحية على الفيسبوك، كأن ترسل رسائل نصية على هواتف السكان، وبهذه الطريقة انتظم الدور وانتهت الفوضى، وأصبح الجميع يحصل على الغاز كما لو أنه لا توجد أزمة، لم تحرم البلدية من ليس لديهم عقود ايجار أو ليس لهم دفتر عائلة أيضا أعطتهم بطاقة، مقابل عمل طوعي ينظفون خلاله منطقة سكنهم.
علماً ان البلدية طيلة سنوات الحرب، لم تتقاعس يوماً عن متابعة مختلف الأمور الخدمية، كالنظافة وتأمين الخبز، ومتابعة الكهرباء، التي كانت تتعرض للأعطال بسبب القذائف.
إن البلدية في أي منطفة من جغرافيا الوطن عندما تقوم بدورها الحقيقي، حتى لو بميزانيات قليلة تستطيع أن تحل الكثير من المشكلات، ليس أولها النظافة، ولا آخرها تنظيم توزيع الغاز، فقد يكون التعاون مع وزارة التربية والثقافة لتنفيذ أنشطة فنية كالمسرح التفاعلي، بين الطلاب وبحضور الجميع ويكون محورها التنبيه والتوعية حول مخاطر المخدرات التي يقال :إنها تنتشر بين الطلاب والطالبات.
لينا ديوب
التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939