بلا رجعة

 

ترميم نسيج اقتصاد وطني لا يحتاج إلى دعوات ولا مقدمات، وإنما إلى شراكة حقيقية لا شكلية بين القطاعين الصناعيين العام والخاص، وبيئة استثمارية مواتية لإطلاق العنان لقطار المشاريع المنتجة والأخذ بيد المتعثرة ودعم المتوقفة منها، بالشكل الذي يمكن معه إخراج ماردنا الصناعي الذي كان وما زال يحسب له ألف حساب، من عنق زجاجة الظروف الحالية التي تم صبغها بلون الإرهاب الاقتصادي بعقوباته وحصاره.
توءمة القطاعين الصناعيين العام والخاص هي بأمس الحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تشاركية من نوع خاص جداً قائمة على الهم والمصلحة والفائدة المشتركة (لا أحادية الجانب) بين قطبي قاطرة اقتصادنا الوطني، للوقوف معاً (لا تلطي أحدهما وراء الآخر) في وجه رياح العقوبات الاقتصادية الجائرة، للانتقال بشكل جماعي لا فردي إلى مرحلة الاعتماد على الذات وإحلال بدائل المستوردات لدعم وتشجيع كل ما صنع في سورية.
فعودة عجلة ما يقارب 75 ألف منشآة صناعية وحرفية للدوران من جديد على امتداد المساحة الجغرافية السورية من أصل 130 ألف منشآة (أكثر من النصف) ما كان لها لتتم لولا سلة التسهيلات وجرعات الدعم المتلاحقة والمستمرة التي تقدمها الدولة من جهة، وقوة وإصرار وعزيمة وإرادة الصناعي والحرفي السوري من جهة أخرى، ما يؤكد بالدليل القاطع والبينة الواضحة الشراكة الحقيقية التي تجمع بين القطاع العام وأغلبية العاملين في القطاع الخاص، ونقول أغلبية لأن قلة من هذه الأكثرية غير جدي حتى تاريخه، بانتظار ارتفاع منسوب التسهيلات الحكومية إلى المستوى والسقف الذي يمني به النفس بالشكل الذي يمكنه معه تحقيق مكاسب كبيرة لانطلاقته الجديدة وانضمامه إلى قائمة الصناعيين المنتجين الجديين الذين لم يسبق لهم أن اشترطوا أو واربوا، على الرغم من معرفتهم ويقينهم التامين أن كل ما يحتاجونه (سابقاً ولاحقاً) مدرجا ضمن خطة عمل الدولة ولكن ليس في الوقت الراهن (على دفعات)، ومع ذلك بادروا وتحركوا وأنتجوا وباعوا وصدروا..، لتأكدهم أن الشعار الذي رفعته الدولة والخاص بزراعة كل شبر في سورية، ينطبق جملة وتفصيلاً على القطاع الصناعي لجهة إعادة كل منشآة إلى العمل.. ماطل من ماطل ووارب من وارب.

عامر ياغي

التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب