يقول جوليان بورغر ان دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وفي احدى اجتماعاتهم السرية في عام 2018, ووقتها تم تسريب ما قاله ترامب بالحرف بأن مرتفعات الجولان لها «أهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لاسرائيل». وعليه فأن ترامب كان يخطط من ذلك اليوم للاعتراف بسيادة اسرائيل غير الشرعية على مرتفعات الجولان, المحتلة منذ عام 1967 في خطوة شريرة ومستفزة للعالم من اجل تعزيز آمال بنيامين نتنياهو في الفوز بإعادة انتخابه رغم المعارضة الدولية الكبيرة لها وادانتها عالمياً, حيث تعاملت الإدارات الأمريكية السابقة مع مرتفعات الجولان كأرض سورية محتلة، وذلك تماشياً مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقرار الأمم المتحدة بشأن «عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب»، وانتهاك ترامب أيضا قاعدة ما بعد الحرب المتمثلة في رفض الاعتراف بالضم القسري للأرض – الأمر الذي عززت المعارضة الغربية والدولية لهذا الاعلان الخطير. ويتس .. وهو الآن شخص بارز في معهد بروكينغز قال: إن هذه الخطوة «تنتزع البساط من تحت السياسة الأمريكية التي تعارض ذلك، وكذلك وجهات نظر الولايات المتحدة بشأن المناطق المحتلة». وجاء هذا الإعلان ليمثل انقلابا دبلوماسيا لنتنياهو ، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إجراء الانتخابات، وقبل أربعة أيام من الموعد المقرر له لزيارة واشنطن.
ونفى ترامب أن يكون إعلانه يهدف إلى مساعدة نتنياهو على الاحتفاظ بمنصبه، حتى أنه أشار إلى أنه لم يكن على علم بأن الانتخابات كانت وشيكة.. وقال»أنا لا أعرف حتى عن ذلك. ليس لدي أي فكرة «، وقال ترامب إنه كان يفكر في الاعتراف بالضم الإسرائيلي «لفترة طويلة». وقال :هذا يتعلق بالأمن الإقليمي» , بينما يرى العالم ما فعله ترامب وقراراه حول الجولان سيساهم في تأجيج الحروب واثارة الفوضى في العالم وسيقوض جهود السلام.
وكان مسؤولو الإدارة الامريكية قد رفضوا في السابق ضغط نتنياهو للاعتراف باحتلال إسرائيل للمنطقة الحدودية الإستراتيجية ، مشيرين إلى أن ترامب قد سلم الإسرائيليين هدية سياسية مهمة من خلال نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقد يمهد الاعتراف الخطير والعدواني بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة الطريق أمام اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ففي تقرير حديث لوزارة الخارجية عن حقوق الإنسان، حيث غيرت الإدارة وصفها للضفة الغربية وغزة من «المناطق المحتلة» إلى «المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل». وقال روبرت مالي ، مستشار الشرق الأوسط السابق لباراك أوباما ورئيس المجموعة الدولية للأزمات الآن: «هذا القرار خطير بشكل مكثف – توقيت لتعزيز فرص نتنياهو الانتخابية ؛ ولا مبرر له – ولن يغير بأي حال من الاحوال احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان ؛ وهو تجاهل امريكي سافر للقانون الدولي ؛ وخطوة مشؤومة في وقت تزداد فيه الأصوات في إسرائيل التي تدعو إلى ضم الضفة الغربية. وأضاف: إنها جزء من سياسة الإدارة من جانب واحد في الشرق الأوسط وتؤكد أن هدفها ليس السلام العربي وانما تعزيز لغة الحرب.
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الخميس 28-3-2019
الرقم: 16942