ثورة اون لاين أحمد حمادة:
لم يدرك المتغطرس دونالد ترامب، وهو يوقع على قراره الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية المزعومة على الجولان المحتل ويتبع القرار بإهداء القلم الذي وقع به للعنصري نتنياهو، أن الخطوتين اللتين قام بهما وهما إصدار القرار المشؤوم ثم الهدية ليس لهما أية قيمة ولا يساويان ثمن الحبر الذي جرى في القلم إياه.
وإذا كان قرار السيادة المزعومة، ومن قبله قرار نقل سفارة أميركا إلى القدس المحتلة والاعتراف بالمدينة عاصمة مزعومة للكيان العنصري، لا يساوي في قاموس الشعوب المقاومة شيئاً فإن المهم أيضاً أن تلك القرارات لا أثر قانونياً لها على الإطلاق لا في دساتير الدول التي تهب وتهدي وتعطي أملاكاً ليست لها ولا في قوانين الأمم المتحدة وأعرافها.
فالقانون الدولي وقرارات المنظمة الأممية تجزم بأن الجولان المحتل أرض سورية، وتعود تبعيتها وملكيتها بمنطق القانون والتاريخ والجغرافيا والسياسة والمواثيق والقرارات الدولية إلى وطنها الأم سورية، وأن مدة احتلالها مهما امتدت لا تغير في هذه الحقيقة مقدار ذرة.
وكما كانت نتيجة الأثر القانوني في موضوع الاعتراف الأميركي بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة للكيان الإسرائيلي صفراً فإن الأثر نفسه ينطبق على حالة الاعتراف بالسيادة المزعومة لإسرائيل على الجولان المحتل، لأن قرار ترامب لن يغير حقيقة أن الجولان تخضع للاحتلال الإسرائيلي، ويعد قراراً باطلاً ولاغياً ودون أي أثر قانوني مثله مثل قانون الكنيست الصهيوني الذي صدر بتاريخ 14 كانون الأول 1981.
وليهد ترامب نتنياهو الأوهام وليعطه أي كلام فارغ يعزز به حضوره في المشهد السياسي الانتخابي الإسرائيلي ويبعد عنه فضائح الفساد التي تحاصره، وليحاول ترامب أن يكسب رضا (ايباك) ويتقرب من الدوائر الصهيونية في بلاده، فكل هذه الفانتازيا لن تطعمه إلا لوزاً فارغاً، وستذهب قراراته وهداياه الفارغة إلى مزابل التاريخ كما سيندحر المحتل الإسرائيلي.