يقول توم فيليبس بان خوان غوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية الجبان والبائس يبدو الان كالقط الخائف بعد تجريده من الحصانة البرلمانية – وهي خطوة من المحتمل أن تفتح الباب أمام اعتقال غوايدو.
غوايدو الذي اعترفت فيه الولايات المتحدة الامريكية كرئيس لفنزويلا منذ أن أطلق حملته بتحريض من ترامب شخصيا لإجبار الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو على ترك منصبه في أواخر كانون ثاني من هذا العام، وشاركت الولايات المتحدة في هذا الامر بريطانيا وبعض حكومات أمريكا اللاتينية، ولكن الأسابيع الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا لغوايدو حتى بين مؤيديه، خاصة بعد اعتقال رئيس أركان غوايدو، الذي اتُهم بقيادة خلية إرهابية كانت قد خططت لموجة من الاغتيالات السياسية.
وقد تصاعدت هذه الحملة بشكل كبير مساء الثلاثاء، حيث صوتت الجمعية التأسيسية القوية في فنزويلا لتجريد غوايدو من الحماية القانونية التي يتمتع بها كعضو في البرلمان في فنزويلا. وقالت تانيا دياز نائبة رئيس الجمعية «لقد حان وقت العدالة» تعقيبا على تجريد غوايدو من حصانته، كما قال أعضاء جمعية Chavista وهتفوا: هذه هي العدالة.. هذه هي العدالة الشعبية.
فحادثة انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد والذي ألقى مادورو باللوم فيها على المخربين الإمبرياليين الذين انضموا إلى غايدو، ومنذ إطلاق حملته لإقالة مادورو، كان غوايدو يعرف المخاطر المحتملة لتحدي رئيس بلاد شرعي كمادورو، ولكن ليس واضحا حتى الآن ما إذا كانت حكومة مادورو ستقرر متابعة اعتقال غوايدو وطرده خارج البلاد لأنه خائن, حيث ألقى دونالد ترامب بثقله وراء ما فعله غوايدو وحذرت الولايات المتحدة من أن أي تحرك للسجن أو الإضرار به سيُواجه برد «كبير». ففي يوم الثلاثاء، قام السيناتور الجمهوري ريك سكوت بتغريدة : قائلا مرة أخرى: الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حدث أي شيء لغوايدو أو عائلته. وقام إريك فارنسورث ، وهو دبلوماسي أمريكي سابق ونائب رئيس مجلس الأمريكتين ، بالتغريد قائلا : «لقد صرحت الولايات المتحدة بوضوح أن إيذاء غوايدو أو عائلته سوف يجلب ردًا قويًا .. هذا خط أحمر لمادورو». الامر الذي يثبت وبالدليل القاطع وقوف الولايات المتحدة وراء الاحداث في فنزويلا وحتى وراء انقطاع الكهرباء.
ففي مقابلة مع صحيفة الغارديان الأسبوع الماضي، طالب هنريك كابريلز وهو عضو البرلمان في فنزويلا غوايدو ومؤيديه بترك فنزويلا لانهم لا مكان لهم فيها. وأضاف كابريلز: «ما نعيشه في فنزويلا فيلم رعب … لقد حول غوايدو الفنزويليين إلى زومبي». «كم من الوقت يمكن أن يستمر هذا؟ لا أدري، لا أعرف. بصراحة أنا لا أعرف».
وبعد رفع الحصانة عن غوايدو دعا مادورو الفنزويليين للحفاظ على النظام وسط تقنين الكهرباء وأعلن عن خطة تقنين لمدة 30 يومًا وقال إن علينا «الدفاع عن السلام ككتلة» , وأضاف مادورو: «نحن نواجه مجموعة من الوحوش التي تريد تدمير فنزويلا». كما دعا مادورو الشعب الفنزويلي إلى المساعدة في القضاء على الاضطرابات، حيث أعلن عن خطة لتوزيع الكهرباء لمدة 30 يومًا. وفي خطاب متلفز ، قال مادورو «إنه ليس لديه خيار سوى اتخاذ تدابير صارمة»، بينما أعادت حكومته بناء أقسام رئيسية من الشبكة الوطنية لفنزويلا.
ولكن في ظهوره في وقت متأخر من الليل ، كرر مادورو موقف الحزب الاشتراكي بأن فنزويلا عانت من سلسلة من «الهجمات الوحشية» التي دبرها خصومه السياسيون ومؤيدوهم في البيت الأبيض. وأوضح أن هدفهم الإطاحة بحكومته من خلال «جعل الناس والبلاد يجنون».
ووسط مخاوف متزايدة من أن أزمة فنزويلا قد تنتقل إلى مرحلة جديدة، أمر مادورو مؤيدي الحكومة «الثورية والوطنية» الموالية للحكومة المعروفة باسم «colectivos» بالتعبئة «للدفاع عن السلام في البلاد, قائلا «لن يسلبوا سلامنا» وفي الأسبوع الماضي، ظهر ديوسدادو كابيلو، الرجل الثاني بعد مادورو ، في شريط فيديو يحيط به عشرات الرجال والنساء المقنعين الذين أشار إليهم على أنهم «مدافعون عن السلام» . وكانت هناك علامات يوم الأحد على أن هذه الجماعات قد بدأت الاستجابة لنداءات الحكومة.
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949