نقطـــة تحــول

يعتبر تأسيس حزب البعث عام سبعة وأربعين وتسعمئة وألف ميلاد أمة، ونقطة تحول حاسمة، لا في التاريخ السياسي للأمة العربية فحسب بل في حياة الحزب نفسه، فإذا كان ذلك العام نقطة بداية جديدة في الحياة السياسية في سورية، كممثلة لإيديولوجية شعاراتها الأساسية وهي الوحدة والحرية والاشتراكية، هذه الشعارات التي لا تزال تمثل حتى اليوم أهداف جماهير شعبنا العربي كله.
وتحظى الذكرى 72 لتأسيس حزبنا العظيم في السابع من نيسان 1947 – 2019، وأمتنا تواجه هجمات استعمارية تستهدف وحدتها الوطنية والقومية في محاولة لرسم خريطة جديدة لمنطقتنا، ترتبط مصالحها بقوى الاستعمار ويكون مركز محوره الكيان الصهيوني ومعه أميركا.
تأتينا الذكـرى 72 لتأسيـس حزبنا العظيم، وسط ظروف وتحديات كبيرة تواجه الأمة من خلال المخطط الصهيوني الإمبريالي المتواصل بأساليب وصيغ متعددة من العدوان والحصار والاحتلال الصهيوني والإرهاب الدولي، وتؤكد الأحداث خلال ثمانية أعوام مضت أن ما تتعرض له سورية الصمود هو مؤامرة كونية وحرب عالمية ثالثة، تشن من دول استعمارية غربية وإقليمية، اشتهرت بعدائها للعرب والعروبة بمساعدة حكام مشيخة الخليج المحتل الذين فرضهم المستعمر على شعبنا ليكونوا سيوفاً مسلطة على أشقائنا في تلك الدول التي استحلت دماء الشعب العربي السوري المقاوم، وشكلت غطاء للعدوان، مستهدفة الإنسان والدولة والنظام والفكر والحضارة والتاريخ لإخراج المقاومة من معادلة التوازن في المنطقة.
وإذا كنا اليوم نحتفل بمرور 72 عاماً على تأسيس حزبنا، هذا يتطلب منا إجراء تقييم سليم ومنصف لتلك الفترة التي انقضت منذ النشأة، وأن نقرن النظرة إلى تلك الفترة الزمنية بتقدير للظروف التي أحاطت بنشأة الحزب ورافقت مسيرته النضالية ليكون تقييماً لمنجزاته قائماً على أسس موضوعية. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن كطريق إلى هذا التقييم هو: إلى أي مدى حقق حزبنا الآمال التي عقدتها عليه جماهير الشعب وبالتالي كيف واجه الأحداث التي مرت على المنطقة بشكل عام وبلدنا بشكل خاص؟ سؤال نتركه لقيادة الحزب لتجيب عليه..!!.
واستناداً إلى تاريخ الحزب نبادر إلى القول بدون مغالاة أو تجاوز للواقع والحقيقة بأن الفترة التي انقضت من عمر حزبنا كانت حافلة بالنضال، زاخرة بالتجارب التي أغنت مسيرته، لكنها كانت غير كافية، كان من المفترض أن يكون الحزب فاعلاً بشكل أكبر في الأحداث التي مرت على بلدنا الحبيب ولا سيما أنه يتواجد في كل مدينة وقرية.
واليوم نحتفل بالذكرى الثانية والسبعين في السابع من نيسان 2019م لتأسيس حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي، وهي مناسبة لنؤكد عهداً لمراجعة مسيرتنا النضالية الغنية، بتجرّد، وعمق، وصدق، وجرأة، وروح قومية عالية، للوقوف عند مواقع الإخفاق وسلبياتها والعمل على تطويقها وتجاوزها لأجل مواصلة المسيرة النضالية في أداء الحزب العظيم وفعله وصولاً إلى المجتمع العربي المنشود وتحقيق أهداف أمتنا.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات

التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة