العلاقات الاجتماعية السليمة، والتي لو تم استثمارها لصالح المجتمعات المحلية، في مختلف المناطق والأرياف لكانت عونا للبلديات لمعرفة احتياجات الناس من جهة، وللمساهمة في العمل على تحقيق تلك الاحتياجات من جهة أخرى.
تضم كل بلدة، أوكل حي من أحياء البلدات والقرى، موارد متنوعة مهملة، أو مبعثرة، لو اجتمعت مع بعضها، وأحسن استثمار طاقاتها لأحدثت فرقا في حياة الناس. هذه الموارد هي رجال ونساء الأحياء، مع أبنائهم وبناتهم، الشباب واليافعين، المتعلمين وغير المتعلمين، أصحاب المهن والعاطلين عن العمل، الفقراء ومتوسطي الحال.
كل هؤلاء لو تم إدارة العلاقة فيما بينهم ومعهم، بهدف ولصالح النهوض بحياتهم، لكان لهم دوراً مهماً في تغيير حياتهم، وتغيير ضعف المبادرة عندهم، وقلة اهتمامهم بالشأن العام لمجتمعهم الصغير.
وهذا يتطلب الوقوف على مسافة عمل حريصة على بناء علاقات اجتماعية سليمة، كأن يتم التشجيع على المبادرات التي تقرب الناس من بعضها، أو خلقها بشكل متعمد، فكثيرا ما يشوه الاقتصاديون بسياساتهم الحياة الاجتماعية. هذا التشويه يزيله قرب الناس من بعضهم وتداول الأفكار بداية، ثم البدء باقتراح الحلول بشكل جماعي.
اليوم وبعد حرب تجاوزت السنوات السبع، بعد خسارة الكثير من الناس لبيوتهم وأرزاقهم، وأبنائهم، وتخريب جزء كبير من البنية التحتية للتعليم والصحة، والنزوح الداخلي، وهجرة الكفاءات، لابد من استثمار الموارد المتوفرة بين الناس، بتشجيعهم على خلق المبادرات، التي تقربهم من بعض، ليفكروا معا ويعملو معا للنهوض بحياتهم .
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958