يعتبر السودان أكبر الدول مساحةً في إفريقيا والوطن العربي وتقدر مساحته بأكثر من مليون ميل مربع (٢،٥ مليون كيلو متر مربع) ويقع في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الافريقية، ويعبر نهر النيل الأراضي السودانية ويقسمها إلى ضفتين شرقية وغربية حيث ان نقطة التقاء شقي نهر النيل الأبيض والأزرق تقع في قلب العاصمة السودانية الخرطوم.
تشترك السودان بحدود من الناحية الشرقية مع كل من أثيوبيا وأريتيريا ، أما حدودها من الجهة الشمالية فتأتي مع مصر وليبيا، كما تحدها كل من تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى من الناحية الغربية، وأصبحت دولة جنوب السودان تحدها من الجنوب بعد الانفصال الرسمي عن بعضهما.
بلغ عدد سكان السودان ٤٠،٢ مليون نسمة حسب إحصائية عام ٢٠٠٨ ، وما يميز السودان موقعها الاستراتيجي حيث تعتبر البوابة الشمالية لوسط وجنوب إفريقيا، كما أنها تشترك بحدود مع تسع دول افريقية هي: مصر، ليبيا، تشاد، جمهورية افريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوغندا، كينيا، أثيوبيا، أريتيريا كما أنها تطل على البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله حوالي ٧٢٠ كيلو متر.
تتميز السودان بتنوع الاقاليم المناخية، ويعود هذا التنوع إلى وقوع السودان في المنطقة المدارية، حيث تتنوع من المناخ الصحراوي إلى المناخ الاستوائي، فهذا التنوع في الأقاليم المناخية بالسودان أدى إلى تنوع الثروات الطبيعية ما جعل السودان مطمعاً للدول الغربية ومن أهم هذه الخيرات: الماء ، الأراضي الزراعية، الثروة الحيوانية، البترول، اليورانيوم والثروة المعدنية.
فقد تعددت المصادر المائية في السودان من أمطار مياه نهر النيل ووديان ومياه جوفية لكن لا يستفيد السودان من مياه نهر النيل إلا مساحات قليلة من الأراضي تتمثل في الشريط النيلي الممتد من الجنوب إلى الشمال حول ضفتي النيل وروافده ، فمعظم الاعتماد على مياه الامطار والمياه الجوفية ، أي أنه على الرغم من وجود المياه وبكميات هائلة في السودان إلا أن الاستفادة منها تعتبر ضئيلة جداً.
اعتبرت جمهورية السودان منذ أوائل التسعينات في القرن الماضي بأنها سلة غذاء العالم ، ويعود السبب في ذلك إلى وفرة الأراضي الزراعية الصالحة والمياه ، فأصبحت بفضل ذلك الزراعة وتربية المواشي واحدة من أهم مصادر كسب الرزق لدى أهل السودان ، حيث احتلت السودان المرتبة الثالثة في انتاج السمسم بعد الهند والصين ، كما أنه يندرج في قائمة الدول الأكثر انتاجاً لمحصول الذرة.
فالسودان يمتلك حوالي ٢٠٠مليون فدان صالح للزراعة أي ما يعادل حوالي ٤٥٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي ، ويذكر بأن السودان قد رفعت شعار «السودان سلة غذاء العالم» سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي مما تمتلكه من محاصيل غذائية وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي، ويشمل هذا الشعار ضرورة تطبيق متطلباته للوصول إلى الهدف المراد وهي أن نأكل مما نزرع بالإضافة إلى الاستفادة من مياه الأمطار من خلال حصرها في السدود والأوعية الخاصة بتخزين المياه.
احتل القطاع الزراعي مكانة هامة في الاقتصاد السوداني منذ فجر التاريخ، حيث حافظ على أهميته كونه النشاط الأكثر امتهاناً في البلاد، إلا أن الوضع الاقتصادي قد بدأ بالتراجع تدريجياً بعد اندلاع عدد من الحروب الأهلية في الأراضي السودانية خاصةً مشكلة الجنوب، فأدخل ذلك عدداً كبيراً من السكان في دائرة الفقر.
أما بالحديث عن الثروة الحيوانية، فتعتبر السودان من أغنى الدول العربية والافريقية بثروته الحيوانية والتي تقدر فيها أعداد حيوانات الغذاء (أبقار-أغنام-ماعز-إبل) بحوالي١٠٣ملايين رأس إضافةً إلى ٤ ملايين رأس من الخيول و ٤٥ مليونا من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالي ١٠٠ ألف طن للمصائد الداخلية و١٠ آلاف طن للمصائد البحرية.
أما الأهم فهو الثروة النفطية ، فتقدر الاحصائيات الاحتياطي النفطي في السودان بحوالي مليار ومائتي مليون برميل معظمها من الجنوب والغرب وخاصةً بإقليم دارفور الذي يطفو على بحيرة من البترول، أما اليورانيوم فقد أثبتت دراسات وجود أكبر مخزون يورانيوم في العالم كله بإقليم دارفور بجنوب السودان ، ويتميز خام اليورانيوم في السودان بأنه من النوع عالي النقاوة ، كما تزخم الأراضي السودانية بثروة هائلة من المعادن مثل الذهب، النحاس، الكروم، الرخام والغرانيت.
وضع الغرب خيرات وثروات السودان نصب أعينه وعمل على أن تكون هذه الثروات من نصيبه فبدأ في تنفيذ مخطط لتفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية للتحكم به والسيطرة عليه ، كان الغرب يخشى أن يصبح السودان دولة إقليمية قوية وقوةً مضافةً إلى الوطن العربي، ومع زيادة حدة الأزمة المالية والعالمية وكثرة تداعيتها على اقتصاد الدول الكبرى، قامت هذه الدول بتحريض المحكمة الجنائية الدولية، فقامت الأخيرة بإصدار قرار باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، هذا القرار الذي كان سبباً في ضياع خيرات وثروات السودان لينحرم منها اهل السودان ويتنعم بها الغرب.
كما أن بعض الدول العربية مثل السعودية لديها مطامعها أيضاً في السودان ومن مصلحتها أن تكون السودان متفتتة وفي حالة عدم استقرار، وغير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة بنفسها أو الحفاظ على خيراتها واستثمارها بما يخدم شعبها فالسعودية مثلاً عانت من تراجع أسعار النفط العالمي تسعى لتعويض خسارتها من خلال فرص استثمارية ناشئة قادرة على سد العجز بما يحقق أهداف المملكة في رؤيتها ٢٠٣٠، ولم تجد أفضل من السودان صاحبة الموارد الطبيعية الأغنى في القارة الافريقية لتحقيق ما تصبو إليه.
ديانا خالد الأشهب
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960