هل لمن أشعل نيران الإرهاب أن يطفئها، وهل لمن أراد للمنطقة أن تبقى على صفيح ساخن من حروب وفوضى يضرب الإرهاب كل مقومات وجودها أن يغير ذهنيته التخريبية؟! سؤال يتربع على عرش الاسئلة في هذه المرحلة المفصلية من اقتراب دحر الارهاب ونسف خطط مشغليه على الخريطة السورية.. سؤال يزيد قرعه على ابواب العقل، وتعوّمه الدراية بأن مخزون الشر الاميركي لا ينضب، ونار الحقد لا تخبو في صدور مضمري العداء ومظهريه على حد سواء، ممن تآمروا على تدمير واستنزاف مقدرات سورية وزعزعة استقرارها وإنهاك جيشها، وعلى كل من يقاوم مشاريع واشنطن، وموجهة إرهابها الصهيوني لتفتيت وتمزيق المنطقة، والتجربة التي عايش السوريون فصول ارهابها لسنوات ثمان أكبر دليل على أن الارهاب بشقيه الدموي والاقتصادي هو ركيزة أميركا للهيمنة والتسلط.
والسؤال عن امكانية تعديل سياسات واشنطن المستندة على البلطجة و الارهاب، لا نبحث له عن اجابة، ولكن تستدعيه وقاحة التصريحات الاميركية وتفرضه فجاجة مفاصل ادارة ترامب، ونحن نرقب الكم الهائل من التناقضات التي يجري تعويمها على سطح الاعلام عن انسحاب مزعوم لقوات احتلالها، ومن ثم العدول عنه لمقتضيات ظاهرها حفظ أمن ادواتها وباطنها لم يعد مخفياً على السوريين، حيث أن روائح غاياته النتنة تزكم الأنوف.
التصريحات الأميركية فيها من العهر السياسي والارهاب الاقتصادي ما يثير الاشمئزاز، فأن يخرج وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ليتشدق بكل وقاحة عن عدم رفع الحصار الجائر عن الشعب السوري لأنه صمد وقاوم مشاريع واشنطن وأذنابها، وبقي متمسكاً بوحدة أراضيه، قابضاً على جمر ثوابته، هو قمة الفجور الأميركي.
ويجاري بومبيو بالصفاقة بل يفوقه انحطاطاً اخلاقياً مبعوث واشنطن إلى سورية جيمس جيفري حيث يطالب الدولة السورية بالتخلي عن أسلحة كيميائية يعرف جيدا أنها لا تملكها، وهو قمة المجون الوضيع الذي يمارسونه على منابر الكذب، والأنكى من ذلك مطالبته بألا تكون سورية ملجأ لإرهابيين هم من صنعوا ارهابهم، وزجّوهم في لعبة الشر الاميركية المخطط لحيثياتها في سورية!.
ستنتصر سورية مهما صبّت أميركا ومحور عدوانها من زيوت لتأجيج الأوضاع والتضييق على السوريين، فإن كان الارهاب وبلطجة العقوبات ذخيرة شر اميركا، فذخيرة نصرنا حق مقاومة وصمود شعب وبطولة جيش لن يستطيعوا فصل عرى تلاحمهم.
حدث وتعليق
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 19-4-2019
رقم العدد : 16961
السابق