المنتخبات في الرياضة هي ذروة العمل الرياضي، فاللاعب الذي يصل لمنتخب ما من الطبيعي أن يكون الأفضل، لأنه يمثل وطناً والوطن يجب أن يمثله من يكون جديراً وأهلاً لهذا التمثيل.
وكما اللاعب كل من يعمل في المنتخبات يجب أن يكون الأفضل، إدارياً كان أم مدرباً أم مساعداً للمدرب أم معالجاً وهكذا، هذا ما يجب أن يكون، بينما الواقع عموماً غير ذلك إلا في حالات نادرة، وإذا كان العمل الفني في الواجهة في المنتخبات، لأن آثاره ستظهر في المباريات من خلال أداء اللاعبين، فإن العمل الإداري لا يقل شأناً، لأن نجاح المنتخبات يكون بتكامل وكفاءة كل الأطراف، ولانزال نذكر ما حل بمنتخبنا الأول في كأس آسيا الأخيرة قبل خمسة أشهر، وذلك بسبب الأخطاء والضعف الفني والإداري معاً.
اليوم ونحن نتابع قرارات تشكيل المنتخبات الجديدة، كان ملفتاً أن نرى أسماء ليس لها أي خبرة، وليس لها تجارب تبرر وجودها على رأس هذا المنتخب أو ذاك، وقد يقول قائل: إن هذه الأسماء حصلت على العديد من الشهادات التي تؤهلها لاستلام التدريب في أي منتخب، ولكن يبدو أن أصحاب هذا القول لا يعرفون أنه من السهل حالياً الحصول على الشهادات العليا حتى في الاختصاصات الطبية وسواها، ولكن هل كل الأطباء ناجحون؟ وهل كل المهندسين مرغوبون؟ وهل كل المحامين قادرون على الإمساك بالقضايا الكبيرة؟ وأيضاً هل المدربون الذين حصلوا على الشهادات العليا قادرون على قيادة فريق أو منتخب؟ ألا نرى في كل دول العالم أن هناك مدربين هم من ينتقل من ناد إلى آخر، وهناك مدربون يحملون أكبر الشهادات لا يكترث بهم؟ فقط لأن البحث هناك يكون عن أهل الخبرة والمدربين العاملين الذين تتحدث عنهم أعمالهم وليس شهاداتهم؟
المشكلة في رياضتنا عموماً أن العلاقات الشخصية هي الحاكمة، وإن دفعت رياضتنا الثمن، والمهام التي توكل للإداريين والمدربين(معظمها) جوائز ومكافآت لمن يحظى بالرضا، فهل من المعقول أن يكون مدرباً لمنتخب ما، مدرب لم يدرب فرقاً رسمية أو ليس له سجل تدريبي حافل؟!
لا أدري ما هي مبررات اتحاد الكرة، فهل من بيان أو مؤتمر صحفي (ومن زمان لم تعقد مؤتمرات صحفية)، لتوضيح الكثير من الأمور؟
هشام اللحام
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968