أيام معدودة ويهل علينا الشهر الفضيل؛ بفارغ الصبر انتظر كثير من المواطنين أن ينقضي شهر نيسان ليتمكنوا من قبض رواتبهم وجلب احتياجاتهم استعداداً للشهر المبارك ليجدوا أنفسهم على موعد مع المعاناة التي تتكرر كل شهر، فمعظم الصرافات المنتشرة في شوارع المدينة إما خارج الخدمة وإما معطلة وبالتالي عليهم البدء برحلة البحث والتقصي للعثور على صراف ما يقوم بالمهمة المطلوبة!
وليست الصرافات المتواجدة داخل المؤسسات أحسن حالاً فلا تلبث هي الأخرى أن تتعطل أو تخرج عن الخدمة بعد دقائق قليلة من عملها ليحرم معظم العاملين من الحصول على رواتبهم ولينضموا إلى قوافل الباحثين عن صراف يقدم الخدمة في أنحاء المدينة التي يأتي إليها مئات المواطنين من مناطق بعيدة طلباً للغرض ذاته.
ويكاد يجزم كثير من المواطنين بأن عدد الصرافات (العاملة) في المدينة والتي تتبع للمصرف العقاري ربما لا يتعدى اثنين أو ثلاثة في حين لا تعاني الصرافات التي تتبع لجهات أخرى من هذه المشكلة، علماً أن القائمين على المصرف يعدون بين الحين والآخر بإدخال أعداد جديدة من الصرافات إلى الخدمة لتحل (المعضلة) التي تعود إلى عدة سنوات وليست وليدة اللحظة.
ويذكر أحد المعنيين بالأمر بأن هناك ثمانية عشر صرافاً في محيط منطقة (الصالحية وشارع الحمراء) وحدها معطلة وأن القطع اللازمة لصيانتها وإعادة تشغيلها غير متوافرة، ومع إدراك الجميع لمنعكسات الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، يبقى هناك ما يمكن اتخاذه من إجراءات للحد من معاناة المواطنين في الحصول على رواتبهم والتي يزيد من حدتها خروج الصرافات عن الخدمة وقت انقطاع التيار الكهربائي وعدم الاستعانة بمولدات في هذه الحالة على سبيل المثال ليضاف إلى المواطن عبء الانتظار أو تحري مواعيد وصول التيار الكهربائي للذهاب لقبض الراتب، ويطرح المواطنون التساؤلات عن أسباب توقف الخدمة في أيام العطل الرسمية التي تزداد فيها الحاجة إلى إجراء سحوبات لأغراض التسوق أو الترفيه وغيرها.
كل ذلك جعل من الترحم على أيام المعتمد المالي هو لسان حال الكثير من المواطنين الذين يرون أن الغاية الأساسية من إدخال هذه التكنولوجيا قد انتفت لتحل مكانها معاناة لا تزال عصية على الحل!
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968