ترامب يأمل بالفوز في حربه التجارية ضد الصين..غيتس يعترف: بكين تمتلك رؤية واضحة ونحن نفتقر لاستراتيجية المواجهة
تتخبط الولايات المتحدة الأميركية في مواقفها مع الدول الأخرى، وخاصة مع الصين أكبر شركائها التجاريين، فبينما يعترف وزير الحرب الأميركي الأسبق روبرت غيتس صراحة بافتقاد بلاده لاستراتيجية واضحة وبعيدة المدى مع بكين، نجد أن الرئيس دونالد ترامب يغرد على طريقته المعتادة و يدعو الأخيرة للاسراع بابرام اتفاق تجاري معه وأن لا يرحلون هذا الاتفاق إلى فترة ولايته الثانية لأنه سيكون أسوء بكثير عليهم بحسب قوله.
واعتبر غيتس أن بكين تتمتع بميزة في مواجهتها التجارية، وقال: ان بلاده تفتقد لاستراتيجية بعيدة المدى للتعامل مع الصين.
ونقلت قناة «سي بي إس نيوز» الأميركية عن غيتس قوله في حوار: إن للصينيين هدف واضح هو تحقيق تفوق الشركات الصينية في مجال التقنيات العالية، بما في ذلك قطاعي صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، أما الولايات المتحدة فليس لديها هدف بعيد المدى كهذا.
وبرأي غيتس هذه المشكلة ليست حصرية لإدارة الرئيس الأميركي الحالي التي زادت الجمعة الماضي الرسوم الجمركية على بضائع صينية مستوردة، بل هي مشكلة واجهها أيضا أسلاف ترامب الذين حاولوا التصدي لدور الصين المتنامي في الحلبة الجيوسياسية، لكنهم افتقدوا الرؤية لكيفية التعامل مع الصين على المدى الطويل.
وحسب غيتس فإن التخطيط طويل المدى يمثل نقطة ضعف القيادة الأميركية من حيث المبدأ، فأفق التخطيط لا يتجاوز الأسبوع، حسب تعبيره. وقال غيتس: واشنطن منشغلة دائما بالشؤون الجارية إلى درجة يصعب معها على أصحاب القرار التجرد عن مسألة الوقت، والتساؤل: ما الذي نريد تحقيقه بعد خمس سنوات مع هذا البلد أو ذاك، أو ما هي أهدافنا؟، مذكراً بأن مجلس الأمن القومي هو الهيئة المكلفة بالتخطيط طويل المدى، لكنه لا يؤدي هذه الوظيفة في الفترة الأخيرة.
في غضون ذلك دعا ترامب الصين أمس للإسراع في إبرام اتفاقية تجارية مع إدارته وعدم انتظار بديل له في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وفشلت أحدث جولة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع في واشنطن، في تحقيق أي نتائج أو التحرك نحو الأمام، بسبب فرض واشنطن باقة جديدة من الضرائب على البضائع الصينية.
وغرد ترامب عبر حسابه على موقع «تويتر» وكتب: أعتقد أن الصين شعرت بضرب مبرح في المفاوضات الأخيرة، حتى إنهم ربما ينتظرون الانتخابات المقبلة 2020، لمعرفة ما إذا كان الحظ سيحالفهم بفوز ديمقراطي، وفي هذه الحالة سيستمرون في نهب 500 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة، في إشارة إلى حجم العجز التجاري الأميركي مع الصين الشعبية. وتابع مغردا: المشكلة الوحيدة هي أنهم يعلمون أنني سأفوز (أفضل الأرقام في الاقتصاد والتوظيف في تاريخ الولايات المتحدة وأكثر من ذلك بكثير)، وإذا تم إبرام الصفقة في فترة ولايتي الثانية، فسيكون الأمر أسوأ بالنسبة لهم.
وخلص ترامب إلى أنه بالنسبة للسلطات الصينية سيكون من الحكمة التصرف الآن ، على الرغم من أنه يحب جمع الرسوم الثقيلة.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بعد أن أقدم ترامب فجأة على رفع الرسوم والضرائب على صادرات صينية بقيمة 300 مليار دولار من 10% إلى 25% ما عرض المفاوضات بين البلدين لانتكاسة كبيرة الأسبوع الماضي.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الاثنين 13-5-2019
الرقم: 16976