تعيد المعارك الدائرة في الشمال رسم معادلات وقواعد اشتباك لطالما حاولت منظومة الإرهاب تجاهلها والتهرب من استحقاقاتها على الأرض كجزء من محاولات أطراف الإرهاب خلط الأوراق والاستثمار في مساحات وهوامش الهزيمة و تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية والسياسية، وهو الأمر الذي لم يكن يجهض الاتفاقات والالتزامات الدولية المبرمة فحسب، بل كان يعقد الحل السياسي أكثر وأكثر ويدفع به إلى عمق الهاوية.
سخونة المشهد في أرياف حماة وإدلب، وبحسب صيرورة الأحداث في الميدان سوف ترتفع حرارتها خلال الأيام القليلة القادمة، وسوف تكون مختلفة عما ذي قبل وهذا لجهة مساحاتها وأبعادها ورسائلها وحدودها المفتوحة على كل الاتجاهات إلى ما بعد بعد المتوقع، وهي بالتالي سوف تكون كفيلة بإذابة وصهر ما تبقى من تلك الطموحات والتوقعات والأوهام التي لا تزال تتشبث بها بعض أطراف الإرهاب، لاسيما الأميركي والتركي وأذرعهما التي قطع الجيش العربي السوري أوصالها على كل المحاور والجبهات.
لطالما أكدت الدولة السورية وبشكل واضح وصريح ومعلن أن قرار الحسم لا رجعة عنه وسوف يتخذ في اللحظة المناسبة عندما تتيقن دمشق أن رعاة الإرهاب، خاصة الدولة المشاركة والمنخرطة في الاتفاقات الدولية – النظام التركي مثلاً – قد أوصدت كل الطرق التي تؤدي إلى الحل السياسي الذي بات مستحيلاً في ظل مماطلة وتهرب وخداع التركي والأميركي وشركائهم في الحرب على الشعب السوري.
الأيام القادمة سوف تكون فاصلة وعصيبة، إلا أنها سوف تكون استثنائية في حياة الشعب السوري الذي قاوم الإرهاب طيلة سنوات الحرب الماضية وضحى بالغالي والنفيس، لما تحمل معها من مفاجآت وانتصارات قد تطوي معها صفحة الإرهاب والاحتلال نهائياً من الجغرافيا السورية.
تحرير وتطهير كامل التراب السوري من الإرهاب بات مسألة وقت فقط، فالمعركة الأخيرة قد بدأت، وما على الحالمين والواهمين والطامعين بأكل (الكعكة السورية) إلا تحمل تبعات وتداعيات نهمهم وجشعهم وإجرامهم وإرهابهم.
نافذة على حدث
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 14-5-2019
رقم العدد : 16977