«تجريص» تمويني ؟!

 

 

 

 

في الماضي القريب كانت هناك عقوبة تفرض بحق من يرتكب الغش في المواد الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية الأخرى تسمى التجريص أي التشهير عن طريق الدوران به في جميع طرقات المدينة ,حتى يعرف الجميع أن هذا التاجر أو البائع هو غشاش وغير مؤتمن ويصبح عبرة لغيره.
مناسبة هذا الحديث هو اعلان وزارة التموين قبل شهر رمضان عن قائمة تضم مجموعة من التجار الذين وعدوا بعدم رفع أسعارهم خلال هذا الشهر.
وفور إعلان الوزارة عن هذا الاتفاق على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي انهالت عبارات الشكر والامتنان على هؤلاء التجار وأنهم مثال للشهامة واغاثة الفقير والملهوف أي أنهم حصلوا على دعاية مجانية لمنتجاتهم دون ان يدفعوا فلساً واحداً ولكن هذا الاعلان والاتفاق كان في واد وأسعار التجار في واد آخر، أي انهم لم يلتزموا بما وعدوا به، هنا قررت الوزارة قراراً خطيراً وهي انها ستعلن للملأ أن هؤلاء لم يلتزموا بما وعدوا به أي بمعنى آخر تقوم بتجريصهم حسب التعبير القديم والتشهير بهم حسب الحديث وكأن هؤلاء التجار يمكن أن يهتموا او يرف لهم جفن.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هكذا تدار الأمور يا وزارة التموين؟!، وهل نحن في مضافة مختار والعملية عبارة عن تبويس شوارب ولحى؟! .
إن الاجراءات الرخوة وغير المنضبطة التي تتخذها وزارة التموين ممثلة بمديرياتها في المحافظات أوصلت الأسواق الى حالة من الفلتان والغليان لم تصلها في يوم من الأيام.
مواد تموينية مخالفة للمواصفات، تمور من كل صنف ولون مجهولة المصدر، لحوم مفرومة وغير مفرومة تباع على أنها لحوم ضأن ليتبين انها لحوم دجاج.
فلتان في كل شيء والمواطن الفقير المغلوب على أمره هو الضحية الأولى والأخيرة , والذي اصبحت جيوبه خاوية من كل شيء , نتيجة الارتفاع الجنوني وغير المسبوق لأسعار مأكله وملبسه ومشربه.
والمفارقة العجيبة هي تصريحات مديريات التموين، فتصوروا أن مديرية تموين ريف دمشق على اتساع المساحة الجغرافية لهذه المحافظة قامت بتنظيم 135 ضبطا فقط من بداية شهر رمضان و48 ضبطاً في محافظة درعا وتسعين ضبطاً في محافظة أخرى.
كل هذا الفلتان في الأسواق وأرقام ضبوط هزيلة تدلك على مستوى المتابعة والاهتمام بصحة المواطن وغذائه وكسائه؟!.
يجب أن يكون هناك اجراءات أشد صرامة أيها السادة بحق من أوصل أسواقنا الى هذا الوضع المزري وغير المقبول على الاطلاق من دون خطابات ووعود وتطبيل وتزمير , فمن امن العقاب اساء الادب.
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 16-5-2019
رقم العدد : 16979

آخر الأخبار
"أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج... ضربات الشمس تحت السيطرة.. وقطاع الإسعاف في خط الدفاع "ضاحية قدسيا" بين تحديات الواقع الخدمي وآمال الدعم الحكومي  خدمات متردية في السكن الشبابي ومساحا... من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. فرح أورفلي: صوتنا حق ثائر في زمن القمع استنزاف خطير للمياه الجوفية.. والمسألة تحتاج لتدخل عاجل  أغاني الثورة والحرية والتراث.. تختتم "مهرجان الشمس"