أحلام خضراء

ملحق ثقافي-هنادة الحصري:

لمن هذه الخيل تصهل منهورة في أعالي الجبال؟!
هو الغيم كاتف بستان حور،
من الحلم، عراه من واهيات قصاصات قمصانه،
بينما أمعن الحاطبون بأضلاعه اليابسات:
يقصون، يستهدفون قوام الجذوع،
يجورون قبل تسلل نسغ الشتاء المبشر،
بين براعم بالضيف
ضيف الحياة – الربيع -..!!
وكان الضحى يستحم بهمس سرير النسائم،
مثل حمام من الياسمين،
بهي، حنون، بهيج، وديع،
وحين يدندن ميقات صحوي
يباغتني هاجس من ذهول،
يداعب أعصاب نومي،
فأمضي أبعثر تشكيله،
فوق أوراق أعشاب مفترق جائر:
دون أن يحتفي بالحنين اللهوف،
لإبقاء عيني هائمتين،
بترحال غيم السماء البديع!
-2-
حبيبي، أنا الاّن في بهو دنيا
أحن إلى قفص الحلم
ألهو بصمتي،
أتيه بعشقي،
وأفترش اللؤلؤ المتناثر
من حبر حبك
أحبو وأختزل الخطو
أنسل من حقل عينيك شتل الخواطر،
أنقض وجد حرير العباءات،
خيطاً يسلسل خيطاً،
وأرسم حالات وجهي المشعشع،
وهو يرف، يشف، يضيء،
ويعلوه ظل شفيف
من النمش العذب
سرعان ما يختفي نائياً
في اخضرار التلال
-5-
حبيبي هو الوقت ألثم أوداجه
أتفيأ في ظل أهدابه،
وألوذ بمحرابه مثل ناسكة،
وأتيه فخاراً لطيفاً بأنهار ألوانه،
وأميس حناناً «كصفصافة باكية»!
تلك سنابل عمري تنوس كأشرعة،
من تباريح توق دفوق،
تحوم الفراشات والنحل،
حول رحيق مساماته،
تزدهي بانتعاش مضيء،
فلا تنطفي بالذبول ولا يعتريها الأفول!
فأفتح صوب جهات الحياة،
مغاليق سجن الكلام،
وأعدو بها فوق طمي الطلول،
وأسمو الى القبة العالية..
أواري ظلام التوجع،
في دفتر العاشقين،
وأشعل مسرى الهناءات،
بين عماء البرايا،
ليزهر نسرين خطوي،
وأغزل من ورع الصدر،
روعة تعريشة الدالية!
 أحبك: يا ولدي، وأبي، وحبيبي
-4-
أيهذا المقيم المؤبد في حضن ذاكرتي، وسواقي
دمي!
توشوشني الشمس عنك،
مرتلة صدق ودك،
حين انهمارك بالصمت والبوح،
شلال سقيا على ظامئات الرمال،
فأفهم منها حروف الأغاني التي «ممكن قولها»
بارتياح نغوم التصاوير،
أقرع أجراسها في الأناشيد،
ثم أكتم «ما لا يقال»!
أسوح مع الموج
أفشي له السر،
أسبح في الريح جذلى،
أفتش عن صولجانك،
بين حشود الممالك
املأ بالعشق جوف السلاسل
حبيبي.. يفور مداد اصطباري،
فيتخم صدر القوارير بالكلمات،
وتنساب عذب النسائم،
ريانة لجّ فيها ارتعاش بحار المحبة،
مهما تناءت، مهما تسامق سورك،
مهما اغتربنا، ومهما اشتجرنا
حبيبي كنت، وأصبحت أغلى الغوالي
فقبلك ما كان، بعدك ما كان..
أنت الذي لا يزال..!!

 

 

 

 

التاريخ 21-5-2019
رقم العدد:16982

آخر الأخبار
محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية