لا يرغب نظام أردوغان ولا الغرب بأن يصدقوا أو يعترفوا بأن مناطق خفض التصعيد هي مناطق مؤقتة ولفترة زمنية قصيرة، وليس لها صفة الديمومة، ولذلك لا يمكن أن تبقى من دون تحرير ومكافحة الإرهاب والارتزاق فيها وطرد أي وجود أجنبي منها، وبالتالي استعادة السيادة السورية عليها، لذلك يكررون محاولاتهم وتمثيلياتهم الخبيثة والقذرة ضد الجيش العربي السوري.
هذا ما يحاول نظام أردوغان العمل عليه عبر استجداء الهدن وتسولها- بعد أن خذل حبر الاتفاقيات الموقعة وحاول طمس تفاصيلها- ولتتماهى مع إفلاسه بالحفاظ على حساباته، فبركة كيماوية أخرى ادّعتها التنظيمات الإرهابية، ولكن هذه المرة في كباني بريف اللاذقية- وليس في إدلب- ضد الجيش علّ «الشهرزاد» الغربية كعادتها، تقيم الدنيا الأممية ونعيقها المزيف ولا تقعدها على سورية، وبالتالي إحداث خرق في الشهيق السياسي المتقطع وانطلاق صافرات التصعيد بمسميات الإنسانية والتفتيش والتمحيص واللجان الدولية والجلسات الهيستيرية والتحليلات ولعبة شهود الزور، لمحاولة إيقاف الجيش عن تقدمه بدك الأوكار الإرهابية والتجمعات الارتزاقية، وإعطاء نفس للإرهابيين وإفاقتهم من صدمة الصراخ والعويل، في أرياف حماة وإدلب واللاذقية.
هذه اللعب الخلبية والمداورة بها بات اجترارها هشاً ومتفتتاً ومهترئاً، فأردوغان فاقد المصداقية وليس أهلاً للموثوقية، ولن يكون أبداً متلبسها، وهو يسعى لاجترار تاريخ أجداده الإرهابي والاحتلالي، أما مزاعم الإرهابيين حول استخدام الجيش للكيماوي المزعوم والمفرغ من الجعبة العسكرية السورية أصلاً وأصولاً، ما هو إلا استجداء ليتدخل مشغلهم الغربي عله ينقذهم من جحيم حالتهم ومن الحبال العسكرية المشدودة على رقابهم الإجرامية، ولكن يبدو أن لا أحداً من مشغليهم أوصل لهم عدم اللعب بالدمية ذاتها ومزايدة النفاق فيها، لأن أوراقهم باتت مكشوفة ونفاقهم متصدر العناوين، ومكشوفة معها وثائق تثبت تكتم منظمة حظر الكيميائية على تقرير خبراء يُحمّل الإرهابيين المسؤولية وليس الجيش.
هذه المحاولات لدعم الإرهاب والإرهابيين وبقائهم في سورية ستستمر، وسورية تدرك أن حلفاء التآمر عليها لن يكفوا عن وضع العصي والضغوط والاعتداءات دائما في عجلات الحلول والتحرير، ولكن أياً تكن محاولاتهم تلك، فالحرب على الإرهاب متواصلة ولن تتوقف كما لم تتوقف يوماً مهما كان حجم الضغوط والمزايدات، ومعادلة التحرير وطرد الغزاة والمتلونين تعانق نصراً قريباً.
حدث وتعليق
فاتن حسن عادله
الثلاثاء 21 -5-2019
رقم العدد : 16982