حشد يأتي وآخر يذهب، واجتماعات ولقاءات يتخللها تصريحات ومكاشفات ومعاتبات وتلميحات بالوعيد والمحاسبة، على أمل الوصول إلى حلول للمشكلات التي ما برحت تنغص معيشة المواطنين، وتزيد من همومهم، دون التقاط مفتاح الحل لمعالجة الخلل وتحسين الواقع، وكل ما بالأمر وعود مع وقف التنفيذ الذي يكتنفه التأجيل.
طال الحديث وكثر الغوص فيه لجهة متابعة الواقع الخدمي والنظافة، في ظل ما نتلقفه من مسكّنات ينثرها المعنيون علّها تهدئ من روعنا، إلا أن المسامع شيء، والوقائع شيء آخر، ضمن سلسلة متاعب، يزيدها ملح الهاجس الصحي والبيئي والحضاري عفونةً وتفسّخاً وألماً، من خلال واقع يمهّد لانتشار الأوبئة والأمراض الجلدية وخاصة مع قدوم فصل الصيف، ما يستدعي المسارعة إلى تطويقها، واستنفار كل القطاعات الخدماتية للحد من انتشارها، بعيداً عن الإحساس بالمسؤولية، ناهيك عن أن انتشار الأمراض بين جموع الناس سيثقل كاهل القطاع الصحي لما يترتب عليه من إنفاق الأموال لتأمين المعالجة والأدوية.
يقال: إذا عرف السبب، بطل العجب، منذ أيام وجراء الحال الذي ساءت عبره الأحوال، ونتيجة الوضع المزري للنظافة، شكّل المعنيون في محافظة ريف دمشق لجنة للوقوف على الواقع الخدمي والنظافة في مدينة جرمانا، للتدقيق وبيان أسباب التقصير والمسؤولين عنه، وما زالت اللجنة مستمرة بأعمالها، والتحقيقات جارية، لكن كيف تتم المحاسبة في كنف غياب الإمكانيات التي ينبغي أن يتم توفرها وتأمينها من أجل الانطلاق بالعمل والمتابعة، وكيف تتم مع وجود آليات قديمة ومهترئة، ليس لديها القدرة على التنفيذ، مع قلة عددها، وانخفاض في كميات المحروقات، ناهيك عن عدم توافر الكادر المنوط به العمل، فعن أي محاسبة وعن أي مسؤولين يتحدثون؟!! نعم إنه المضحك المبكي.
نتساءل عن أسباب التقصير وغيرنا يهتف بالمحاسبة، وكأنه من غير المعلوم من أوصل الحال إلى المحال، إن اتخاذ القرار يعد جوهر العملية الإدارية، وعدم الشروع باتخاذه في الوقت المناسب من شأنه أن يوسع الفجوة ويزيد الواقع صعوبة، لنؤكد المؤكد أن نتائج الاجتماعات لا ترتقي إلى مستوى حضورها، فالمطالب ذاتها والوعود ذاتها، ولا توجد خطوات واضحة وعملية، فهي وبحسب (المنطق) ضرورية وماسة لتلبية احتياجات المواطنين وتأمينها، أما وبحسب الواقع (فهي بعيدة عن تحقيق جزء من طموحات وتطلعات المواطنين التي لا تخلو مناسبة من التبجّح برفع مظلة الاهتمام بهم، وكي لا نبقى ندور في فلك الإشارات دون الدلالات، وتبقى الشعارات لا تحمل من المضمون إلا اسمها، فلا الاجتماعات ولا الجولات تنفع في ظل عدم التنفيذ، إذ أصبحت استعراضاً مبهماً وغير مفهوم، وكأنها مبنية للمجهول.
حديث الناس
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984
السابق
التالي