لا تأتي من هم فكري, يؤرق مؤلف السيناريو, أو من واقع ملح لابدّ من طرحه درامياً, بهدف التوعية على مخاطر حالة أو وضع ما..!
الهدف المعلن حتى الآن, التسويق والربح, خاصة في الموسم الرمضاني, لماذا يطلق عليها مصطلح الدراما المشتركة, ربما لهدف تسويقي, فلا يعني أن يكون ممثلو العمل, أو مخرجه ومؤلفه من بلدين عربيين او اكثر حتى تصبح دراما عربية مشتركة.
كل موسم يختطف موضوعاً يمكن يشتغل عليه بإبهار يتناول الشكل والمضمون, نلاحق طيلة ثلاثين حلقة درامية تمتلئ مطمطة مدججة باكشن, لاندرك مدى سذاجتها الا في نهاية المسلسل, لأننا ربما نوهم أنفسنا أن خلف كل هذا التمويل لابدّ من فكر ما, حالة خفية…أي شيء تريد ان تقدمه لنا..
ينتهي مسلسل اثر آخر..كل ماتفعله هذه الدراما أنها تترسخ سنوياً, لا لتصبح منتجا درامياً أساسياً في الموسم الرمضاني, بل ولكي يتمرس صناعها من سيناريست واخراج..وأداء…وديكورات فخمة.. هي قصور مترفة غالباً, يتمتختر فنانوها, كانهم مملوك متوجين على عرش الدراما, لكنه عرش وهمي.
ولكن اذا كان وهمياً, كيف يستمر, ويتعربش سنوياً على أهم القنوات التي اشتغلت طويلاً على الجذب الجماهيري, بشتى الوسائل, وفي ظل غياب المقاييس العلمية الحقيقية لرصد وفهم طبيعة المتلقي, فاننا نعيش حالة فوضى, تتعمدها المحطات من خلال تدجين المشاهد ووضعه في خانة معجبيها طويلا..
ترمي اليه سنويا ببضاعتها الدرامية, قد لايستسيغها مباشرة, مثل أي طعام يتذوقه ثم فيما بعد يعتاد عليه وقد لايستسيغ غيره..!
كبسة زر
سعاد زاهر
التاريخ: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984
السابق
التالي