تنتشر في جميع الأحياء السكنية، وعلى أطراف الطرقات، وفي الساحات، كميات كبيرة من الأعشاب اليابسة والتي يسهل انتشار النار فيها، وذلك بعد موسم الأمطار الغزيرة التي أنعمت علينا به السماء.
لكن هذه النعمة تكاد تتحول إلى نقمة اذا لم نسارع، إلى إزالة تلك الأعشاب بطريقة آمنة، لأن أي شعلة بسيطة ولو كانت عقب سيجارة ستؤدي إلى حريق هائل، وهذا ما حدث في العديد من القرى والضواحي السكنية، ومنها مثلا حريق على أطراف ضاحية الأسد السكنية، الذي بدأ بمحاولة لحرق تلك الأعشاب، ثم انتقل إلى اطارات بلاستيكية كانت قريبة، ولم تتم السيطرة عليه إلا لساعات وبعد وصول سيارات الإطفاء.
قد تعاني البلديات من نقص في العمال، لقص تلك الأعشاب وتجميعها لحرقها في طريقة آمنة، لكن البلديات لا تعاني من نقص في الأفكار وفي القدرة على التعاون مع مؤسسات أخرى ووزارات ومع الأهالي أنفسهم.
ما نريد قوله مع وصول المدارس إلى نهايتها، يمكن تعاون البلديات مع منظمة الشبيبة، ووزارة التربية وغيرها من المبادرات الشبابية، ووضع برنامج تعاون ملائم، لتنفيذ معسكر، أو حملات تنظيف وتوعية، تتم فيها ازالة تلك الأعشاب وتجنيب المناطق السكنية وغيرها مخاطر حرائق محتملة، ويمكن لذلك التعاون أن يمتد ليشمل أنشطة أخرى، تحتاجها تلك الأحياء كالاهتمام بالحدائق، والأشجار، أو تنفيذ ألعاب ترفيهية وتثقيفية للأطفال، تشغل وقتهم بالعطلة الصيفية بما هو مفيد.
يمكن للبلديات أن تقيم اتفاقيات تعاون، وتقترح على منظمة الشبيبة وغيرها من الفرق الشبابية برنامج تعاون، توضح فيه احتياجاتها، وتقترح ما يمكن أن تقدمه هي ، وما يمكن أن يقدمه الشركاء، إن تعاونا كهذا، يمكن أن يشغل اليافعين والشباب بما هو ممتع ومفيد، وبما يجعلهم شركاء في تنمية مجتمعاتهم المحلية، فيعزز انتماءهم ويقوي روابطهم بها.
اننا اليوم نحتاج أكثر من أي وقت مضى، لإحياء كل الأنشطة من أجل البناء ، واستثمار كل الطاقات والموارد البشرية المتوفرة، لإعادة بناء مجتمعنا ونهضة العلاقات الاجتماعية السليمة، بالإضافة للتنمية الاقتصادية.
إن البناء السليم للأحياء والمناطق والأرياف، يقتضي سعي البلديات المستمر لبناء ذلك التعاون وتلك الشراكات، ليس لإزالة الأعشاب الضارة فقط، وإنما أيضا العلاقات الضارة بين المجتمع المحلي والإدارة المحلية، والانتقال من علاقة سلبية الى علاقة حيوية ايجابية تزرع كل ما يفيد وينهض بالمجتمع.
لينا ديوب
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990