أثبت العمل المجتمعي الأهلي في مختلف مراحله أهميته وقدرته على الانجاز في كل الظروف ..وان كانت يد واحدة لا تصفق فان أيدي الجماعة اذا ما تعاونت في شيء فإنها تثمر وتظهر حلاوة تلك الثمار الناضجة التي رويت وسقيت بعطاء المحبة تحت غطاء التعاون والتعاضد والتكافل.. فحين ينبع العمل من ضمير الحاجة والمسؤولية والرأفة والشعور بالآخر فالنتيجة هي تصحيح لكثير من حالات الانكسار المادية والمعنوية .
لعل المبادرات والمساهمات المجتمعية التي نسمع بها ونكاد نراها كل يوم حيث تقوم بها بعض الوحدات الإدارية والإنتاجية من بلديات ،مؤسسات ،جمعيات تعاونية ، وقوى راغبة بالعمل، قادرة على توظيف الامكانيات المادية واستثمار جهود قدرات العمل الأهلي التطوعي والإنساني، الذي يرقى إلى مستوى التحدي في هذه الظروف الصعبة.
العديد من القرى والبلدات في ريفنا تقدم عن طريق صناديق التكافل الاجتماعية والتي تم فيها شراء بعض سيارات الإسعاف وبعض مركبات نقل الموظفين.الى جانب تقديم بعض الأراضي المجانية من قبل الأهالي لإنشاء بعض المراكز الخدمية من هاتف ومصارف ومراكز ثقافية.
تستوقفك بعض الحالات التي تشعر فيها بالراحة والسرور والاطمئنان عندما تسمع وتشاهد بأم العين ما يقدم لعائلات مؤلفة من خمسة أو ثمانية أشخاص وأكثر أن تتابع حياتها بعد وفاة الأب والأم .لنجد أن المجتمع المحيط قام بواجبه تجاه هؤلاء،فمنهم من قدم اللباس والكساء ومنهم من قدم مؤونة زيت الزيتون وآخرون قدموا القرطاسية واحتياجات المدارس والجامعة وغيرهم من قام باكساء بعض المنازل لأصحابها من العائلات التي تعيش خط الفقر بغياب معيلها.
مشاهد وصور كثيرة لا يمكن حصر وجهها الانساني الذي يعكس مرايا المجتمع السوري وغيريته في تفاصيل كثيرة لاسيما في ظروف الحرب العدوانية الجائرة على بلدنا ، والتي تستدعي تضافر كل امكانيات المجتمع للنهوض والبناء.
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992