الرسائل الأكثر إزعاجاً..!

يبدو أن محنة الكيان الصهيوني الغاصب أبعد بكثير من مجرد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة حرب جديدة تستثمر الزخم العدواني الاستثنائي لمشيخات الخليج ضد إيران، وأكثر اتساعاً من الشلل الذي ضرب المشهد السياسي لديه خلال الفترة الماضية بسبب هشاشة التحالفات بين أحزاب العدو وكثرة التناقضات الداخلية، بل ربما تتعدى هذه المحنة عجز إدارة ترامب ــ الأكثر صهيونية طوال سنوات الصراع مع إسرائيل ــ عن استكمال الصفقة التي وعد بها على طريق تصفية القضية الفلسطينية على النحو الذي يحقق مصالح ورغبات وأطماع إسرائيل.
كان من المتوقع وفقاً لحجم التحريض والتضليل الذي مارسه الإسرائيليون، أن تقع الحرب مع إيران خلال الفترة الماضية، وأن توفّر مناخاً مناسباً للكيان وللجزء الصهيوني من الإدارة الأميركية لإتمام الصفقة (المحسومة)، مستفيدين من ظروف الحرب (المشتعلة) وتداعياتها، ومن الدعم الكبير الذي وعد بتقديمه محور (الاعتلال العربي) بوجهه الخليجي لهذه الصفقة.
ولكن رياح المنطقة لم تجرِ وفق المزاج الصهيوني، حيث برهنت إيران عن صلابة وشجاعة غير عاديتين في التعاطي مع الأحداث وفي مواجهة التهديدات الأميركية وكيفية الرد عليها وكبحها، وهو ما أدى بالطرف الأميركي لابتلاع تهديداته والبحث عن لهجة أقل حدة وعن وساطة تعيد الجميع إلى طاولة التفاوض، وهي رسائل مزعجة لنتنياهو مفادها أن واشنطن غير جاهزة للحرب وربما تخشاها.
وخلال إحياء يوم القدس العالمي تلقى نتنياهو بقية الرسائل الأكثر إزعاجاً، وقد تكفل بإرسالها السيد حسن نصر الله، حيث أكد جاهزية محور المقاومة للحرب وقدرته على إشعال المنطقة في حال هوجمت إيران، وهي رسائل خبرها الإسرائيلي وتأكد من مصداقيتها وذاق طعمها المرّ خلال حرب تموز عام 2006، فكان من الطبيعي أن تثير الرسائل الجديدة حنقه ويأسه وتدفعه بجنون اليائس إلى لعبة التصعيد والعربدة المحدودة على الجبهة السورية، ليقينه بأن عربدة كهذه أقل من أن تؤدي لإشعال حرب على مستوى المنطقة، وهي المحاولة المكررة لرفع معنويات جبهته الداخلية المنهارة والمرعوبة من سيناريوهات الحرب الكبرى.
من المؤكد أن نتنياهو وكيانه وقعا في ورطة جديدة، من الصعب تجاهلها أو القفز فوقها، لأن يوم القدس لهذا العام لم يكن عادياً بالنسبة لإسرائيل، لجهة معطيات القوة التي يمتلكها محور المقاومة ولجهة العزم والإصرار على هزيمة المحور الأميركي بكل أدواته وتفاصيله ومشاريعه.

 

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992

آخر الأخبار
أوّل انتخابات برلمانية بعد الأسد... نهايةُ مرحلة الاستبداد السياسي في سوريا المحامي عبدالله العلي: آلية الانتخابات تحاكي المرحلة وبعض الدوائر تحتاج زيادة في عدد "الناخبين" تطوير صناعة الأسمنت محلياً.. أولوية لإعادة الإعمار استعراض أحدث التقنيات العالمية في صناعة الأسمنت وتعزيز الشراكات الانتخابات التشريعية خطوة راسخة في مسار بناء الدولة الحديثة تعزيز الوعي الديني وتجديد الخطاب الدعوي.. تبادل الخبرات في المجالات الدعوية والتعليم الشرعي مع السعودية مهرجان "ذاكرة القدموس" للتراث اللامادي يختتم فعالياته الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية سوريا تشارك باجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي الرياضي بالقاهرة      تطلع أردني لتدريس مهن الطيران في سوريا يفتح آفاقاً جديدة   "سوريات" يسقطن الحواجز ويعملن سائقات "تكسي"  مستقبل سوريا يُنتخب.. والشمال يشهد البداية صيانة طريق أتوستراد اللاذقية- أريحا عودة 70 بالمئة من التغذية الكهربائية لمدينة جبلة وقفة تضامنية لأهالٍ من درعا البلد مع غزة "الصحة العالمية": النظام الصحي في غزة مدمر بالكامل  تعزيز استقرار الكهرباء في درعا لتشغيل محطات ضخ المياه الرئيس الشرع يصدر حزمة مراسيم.. تعيينات جديدة وإلغاء قرارات وإحداث مؤسسات  انتخابات مجلس الشعب محطة فارقة في مستقبل سوريا