قيل أن الحطيئة واحد من أبخل العرب.. وبأنه ذات يوم مر به إنسان وهو على باب داره وبيده عصا، فقال أنا ضيف، فأشار الحطيئة إلى العصا وقال: لكعاب الضيفان أعددتها.. ولنبحر جميعاً في مخيلتنا كيف سيكون حديث الحطيئة وهو يتحدث في جمع عن الجود والكرم، أو ينتقد ويعيب على حاتم الطائي مثلاً؟؟!!.
صعب التصور، أو الذهاب إلى محضر الحطيئة المفترض ذاك؟؟ بالأمس القريب كان ذاك المجلس حين استضافت مدينة مكة المكرمة قمة المؤتمر الإسلامي.. وحديث الحطيئة في الكرم كان حاضراً في بيان تلك القمة فيما يخص سورية، فتحدث البيان – الذي خُط بآيادي أصحاب الجلالة والسمو في ممالك الرمال، صبية السيد الأميركي، والصهيوني حليفهم وصديقهم القديم الجديد- تحدث عن تشكيل(هيئة حكم انتقالية ) في سورية مستنداً إلى مؤتمر جنيف1 .. محاولاً بذلك إعادة سورية إلى بداية الحرب الإرهابية عليها، ليعكس مجدداً التبعية المتواصلة لأسيادهم في الغرب، متجاهلين بشكل وقح المتغيرات والتطورات منذ أكثر من ثماني سنوات وحتى الآن، تلك المتغيرات التي حرقت ورقة (هيئة الحكم الانتقالية) والتي كانت محاولة استعمارية لإنهاء سورية والسيطرة عليها بمسميات شيطانية.
المضحك جداً في ذاك البيان وبحرفيته: تنفيذ عملية انتقال سياسيي بقيادة تقودها سورية بما يتيح بناء دولة سورية جديدة قوامها النظام التعددي الديمقراطي والمدني تسوده مبادئ المساواة أمام القانون وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، هذه الجزئية بالتحديد، يخال القارئ لوهلة أنها صادرة من مؤتمر في السويد، أو خطتها يد بسمارك.. ولتصاب بالذهول بأن يد جلالته هي من خطت ذلك متناسياً أن مملكة الرمال مملكة آل سعود خارقة في الجهل والتخلف وانعدام الديمقراطية، وبأن المسافة التي تفصل بينها وبين سورية في الحريات والديمقراطية تبلغ ملايين السنين الضوئية.
حديث آل سعود عن سورية، والحريات والديمقراطية يشبه حديث الحطيئة في الكرم، وكحديث مخصي عن الأنساب والأعراق .. نشير إلى ملوك آل سعود وزبانيتهم في خط البيان الختامي، لأن البعض ممن كان في القمة لم يرض بما ورد بشأن سورية، وهو منه براء.
منذر عيد
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992