بعد حالة التعافي التي عادت إلى عدد كبير من المناطق في القطر، بدأ منسوب الاحتفالات بالأعياد بالتزايد ورقعة البهجة بين المواطنين في مختلف المناطق والمدن بالاتساع أكثر فأكثر مع كل شبر يحرره بواسل جيشنا العربي السوري من دنس الإرهاب المقيت، وعمت الأسواق حركة نشطة بشكل ملحوظ في الأيام التي سبقت عيد الفطر السعيد، وعادت طقوس العيد إلى العديد من المناطق التي حرمت منها خلال فترة وجود المجموعات الإرهابية ومنعها المواطنين من ممارسة طقوس الأعياد والاحتفالات فيما شهدت ساحات وحدائق المدن حضوراً كثيفاً للمواطنين ولاسيما الأطفال الذين ملأت حيويتهم مواقع الألعاب ونشروا البسمة على الوجوه ورسموا الآمال بقدوم غد مشرق ممتلئ بالسلام والمحبة والقضاء على رجس الإرهاب في كل شبر من أراضي سورية الجميلة.
للعيد في دمشق نكهة خاصة بطعم الفرح
دمشق- ثورة زينية:
كالعادة ترسم بهجة العيد في دمشق عاصمة البلاد مزاجا مختلفا من الفرح والتفاؤل حيث امتلأت ساحاتها وحدائقها ومنتزهاتها بآلاف المواطنين مع عوائلهم للاحتفاء بعيد الفطر السعيد وتبادل التهاني والتبريكات بقدوم العيد المبارك.
ولعلّ الطقوس الدمشقية الخاصة بالأعياد باتت معروفة حتى في اقصى بقاع الارض بما تتميز به من أصالة وعراقة، فالحلويات الدمشقية على سبيل المثال التي تزين موائد الأعياد ذاع صيتها في مختلف بقاع العالم وبات أشهر الطباخين والعاملين في مجال الحلويات يتفننون في إعدادها واستنباط أنواع جديدة من وحي صناعتها المتقنة وفي دمشق، حتى إن منطقة الميدان تكاد لا تخلو من الازدحام الشديد قبل وخلال أيام عيد الفطر للحصول على هذه الانواع المفضلة عند السوريين لاسيما في سوق الجزماتية التي بات رمزاً لصناعة الحلويات في سورية مع ما يصاحب هذه الأجواء من الاحتفاء ببهجة العيد السعيد.
ومنذ ساعات الصباح الباكر خلال اليومين الماضيين ازدحمت منتزهات ومقاهي ومطاعم منطقة الربوة قرب دمشق بالاف المواطنين الذين خرجوا للاحتفاء بالعيد على ضفاف نهر بردى الذي ارتفع منسوب جريانه لهذا العام نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال فصل الشتاء المنصرم.
وعبر عدد كبير من المواطنين عن ابتهاجهم بأجواء العيد الجميلة بعد أن حلّ الأمن والأمان في ربوع العاصمة العريقة دمشق، وأن نكهة الاحتفاء بالعيد عادت لتكون أكثر جمالاً بعد أن عانى سكان دمشق ما عانوه من قذائف الحقد والإرهاب خلال الأعوام الماضية، كما أشار مواطنون آخرون إلى أن الاحتفاء في هذه الاجواء الجماعية يزيد الألفة بين السوريين ويدفع إلى مزيد من تعزيز اواصر المحبة والتعايش بعد ان حاول الكثيرون من أعداء سورية حل وثاق العيش المشترك وترك البلاد نهبة للفرقة والانقسام، فيما عبر الأطفال عن فرحتهم بالعيد بأسلوبهم البريء فكانت الاراجيح والألعاب مرتعهم للتمتع بأجواء العيد فيما عجّت الأرصفة في منطقة الربوة ببائعي العصير والحلويات البسيطة كغزل البنات والفطائر الخفيفة إضافة للالعاب البلاستيكية المختلفة الاحجام والانواع واليت تراهم يتحلقون لشرائها في سبيل اللعب بشكل جماعي مع اقرانهم خلال العيد، ولعل حلقات الدبكة والرقص التي عقدها شباب وشابات في عدد من المنتزهات المنشرة فيمنطقة الربوة تشي بارتفاع لمنسوب الفرح والابتهاج بالعيد قياسا بالأعوام الماضية.
وفي دمشق القديم امتلأت مقاهي ومطاعم المدينة القديمة بالمئات من المواطنين حيث إن أغلبية أهل دمشق يفضلون المجيء إلى مطاعم دمشق القديمة لاستقبال العيد وفاء لماضيهم وتمسكاً به وتعريف أطفالهم بقيمة هذا الإرث الحضاري الذي يعيشون فيه.
..والغوطة تتزين بحلة التفاؤل والأمل
ريف دمشق- الثورة:
ارتفاع منسوب الفرح والتفاؤل في احتفاء أهالي وقاطني بلدات الغوطة الشرقية بدا واضحاً من خلال الاستعداد الواضح من قبل الأهالي والمحال التجارية الذي سبق قدوم عيد الفطر السعيد، فمن المواد والسلع المتنوعة المعروضة داخل وأمام المحلات إلى الحركة النشطة والمتزايدة للمواطنين بعد الإفطار في مشهد اشتاق له الأهالي بعد حرمانهم وحصارهم لسنوات من قبل الإرهابيين، ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة للكثير من الأسر إلا أن ذلك لم يمنعها من الاحتفاء بطقوس عيد الفطر ولو كان ذلك بطرق بسيطة أشاعت الفرحة بين أفرادها واطفالها بشكل خاص والذين انتشروا في ساحات بلداتهم يرتادون الالعاب البسيطة التي نصبت في الساحات لاجلهم .
وأشار عدد من المواطنين إلى أن هذا العيد كان له نكهة مختلفة والأفضل منذ سنوات لجهة توافر كل ما تحتاجه الأسر في الأسواق وعودة الطقوس والأجواء المعتادة لدى الأهالي كالمسحراتي والمشروبات الرمضانية و(السكبة) التي يتبادلونها قبل الإفطار، اضافة لتوافر كل مستلزمات العيد من ملبوسات ومواد أولية لصناعة الحلويات بأسعار مقبولة بعد أن كان الحصول عليها في سنوات الحصار «كالحلم» حين وصل سعر كيلو السكر إلى 12 ألف ليرة.
مؤكدين أن الفرح والأمل يغمرهم وهم يشاهدون أجواء عيد الفطر تستعيد ملامحها وهذا كله بفضل الجيش العربي السوري مختصرين ما يودّون قوله بأن هذا العام جلب الخيرات للغوطة وهو مختلف بشكل جذري بسبب انفتاحها وعودتها للحياة بعد سنوات من الحرمان والخوف.
.. وبهجة العيد في الحسكة رسمها تحسن الأوضاع وحالة التعافي
الحسكة – الثورة:
تعكس الأجواء الاحتفالية ومظاهر الفرح والبهجة التي تعيشها محافظة الحسكة خلال عيد الفطر السعيد حالة التعافي والاستقرار وعودة نبض الحياة إلى ربوعها مع آمال وتمنيات بالخير لسورية.
وخلال جولة على بعض المعالم الرئيسة والمواقع التي عادة ما تكون مزدحمة خلال الأعياد تتضح جلياً حالة التغير، فالمزاج العام تغير ومظاهر الفرح بدت واضحة رغم أن الحرب الظلامية على سورية سرقت الفرح من الأطفال وغيبت مظاهر الأعياد ودفعت البعض إلى التخلي عن بعض تقاليده.
في حديقة للألعاب ينشغل الأطفال بالتنقل بين الألعاب وأصواتهم تملأ المكان وينهمك الشاب سعد محاولاً ترتيب الأدوار ويتعالى صوته حرصاً على سلامة الأطفال فهو يتحدث إلينا وعيونه تراقب الإطفال قائلاً هذا العمل ممتع جداً رغم التعب ففي هذه المساحة يوجد كل ما يرفه عن الأطفال ويخفف عنهم الكثير من الأعباء النفسية والآثار السلبية التي تركتها الحرب ولكننا اليوم تجاوزنا كل الظروف الصعبة التي مرت علينا وأصبحت الظروف مهيئة للفرح والخروج إلى الحدائق والمتنزهات العامة بلا خوف.
أبو محمد لطوف أحد أهالي حي غويران الذي يجهز أرجوحة العيد ليستمتع بها الأطفال يقول وابتسامة تظهر على وجهه إن العيد أجمل بوجه الأطفال وإدخال الفرح إلى قلوبهم مضيفاً إن الحرب غيبت الكثير من مظاهر العيد بفعل الخوف وعدم الاستقرار واليوم انتهينا وعادت أعيادنا كما كانت سابقاً بكل ما تحمله من فرح وضجيج يزينه صوت الأطفال الذين ينتظرون دورهم لصعود الأرجوحة.
ابتسام ساير تجلس في منزلها وهي مطمئنة على طفليها اللذين ذهبا لمعايدة الجدة في منزلها وتقول إن حالة الخوف اختفت وهذا العيد أجمل لناحية استقرار الأوضاع والراحة النفسية التي نعيشها ففي هذا العيد اختلف كل شيء حتى الأحاديث نسيت الحرب ولم نعد نتطرق لها نهائياً فالأحاديث أصبحت عبارة عن آمال وتمنيات بالخير لسورية ولحراسها الأبطال بواسل الجيش العربي السوري.
الشاب صلاح العيسى يصر على القيام بزيارة أفراد عائلته ويقول إن الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي تقلل من بهجة العيد وتلعب دوراً في طمس تقاليدنا وعاداتنا فالعيد بكليته فرحة ومسامحة فهو فرصة لتقريب البعيد ومسامحة المخطئين والصفح عنهم وتعزيز أواصر المحبة والتآخي بين المجتمع فلا بد من تبادل التهاني وتلبية الدعوات وإصلاح الأخطاء بحق الآخرين.
وائل عسكر العبيد من أبناء مدينة الحسكة يقول هذا العيد كالحلم فكل تفاصيله موجودة فقد استيقظت صباحاً على أصوات الأطفال يقرعون باب المنزل يطلبون (العيدية) علماً أن هذه الحالة غابت كثيراً خلال السنوات السابقة فالأطفال هم من يصنعون العيد من خلال تنقلهم بين المنازل بثيابهم الجديدة.
ويضيف العبيد إن العيد جاء متزامناً مع خدمات كثيرة تحققت لنا فالكهرباء تحسنت بشكل كبير بعد أن تم إصلاح العديد من خطوط نقل الطاقة إضافة إلى استمرار عمل الأفران واستنفار كل الطواقم الطبية والإسعافية في المشافي والمراكز الصحية وكذلك حالة الأمن والاستقرار التي تتكرس يوماً بعد يوم بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والجهود التي تبذلها قوى الأمن الداخلي من خلال نشر الدوريات في الأماكن المهمة والطرقات الرئيسية لزرع الطمأنينة في النفوس وتكريس حالة الأمن.
.. وازدحام في المنشآت السياحية باللاذقية
اللاذقية- نعمان برهوم:
تشهد أسواق ومحال اللاذقية في أيام العيد حركة نشطة تدلل على فرح أبناء المحافظة بقدوم عيد الفطر السعيد، وترافقت هذه الحركة بمتابعة مستمرة من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك كما أكد المهندس إياد جديد وذلك حفاظاً على التزام التجار بالأسعار والمواصفات في هذه المناسبة السعيدة وعدم إستغلال حالة الازدحام، كما لفت إلى ضرورة مراقبة الأطعمة والحلويات المكشوفة التي تعرض في الحدائق والأماكن التي يقصدها الأطفال لقضاء أوقات اللعب والهو في العيد، وأضاف المهندس جديد أن المتتبع لحركة الناس في الأماكن السياحية في محافظة اللاذقية يلاحظ ازدحاماً هذه الأيام لتزامن عيد الفطر السعيد مع بدء الموسم السياحي والعطلة الصيفية حيث يسعى المصطافون وأهالي المحافظة للاستمتاع بأجواء الفرح في ضوء الخيارات الترفيهية والسياحية المتنوعة التي تحتضنها اللاذقية ولا سيما شواطئها الساحرة.
بدورهم عبر عدداً من المواطنين الذي التقتهم (الثورة) أن المطاعم الشعبية في المحافظة وفي الشاطئ الأزرق الذي يعتبر مقصداً مفضلاً للمصطافين حيث المناخ المعتدل والأجواء العائلية كما يوضح السيد غيفار مخلوف مشيراً إلى أنه وجد في عطلة العيد فرصة للاستمتاع مع عائلته بالسباحة واللعب بالرمال على شاطئ البحر في اللاذقية بعد أن أغلقت المدارس أبوابها.
وحول الأسعار أفادوا أن معظم المطاعم والمقاهي تقدم خدماتهم وفق الأسعار المعلنة مما يمكنهم من قضاء وقت ممتع في العيد مع أفراد أسرهم، ولعل الحركة التي سادت تلك الأمكنة تدلل على فرح أبناء المحافظة وعلى أن الحياة التي اعتادها أبناء اللاذقية لا يمكن للإرهاب ولإعداء الوطن أن يغيروا شيئاً من طوقسها مهما حاولوا ومهما بغوا.
وبدوره أكد السيد جهاد جاموس صاحب مجمع سياحي في منطقة مشينا أن جميع أصحاب المطاعم حرصوا في عطلة هذا العيد مشاركة رواد مطاعمهم العيد من خلال تقديم أفضل الخدمات في أقل الأسعار وجعل عطلة العيد مناسبة للتأكيد على تلاحم أبناء الوطن في كل الظروف والمناسبات في الحرب وفي السلم.
لعل من يزور محافظة اللاذقية في أيام العيد يعيش الفرح ويفخر بما يحفل فيه هذا الجزء من الساحل السوري من تراث ومن طبيعة خلابه، ومن كرم وهذا ما يوحد أبناء الوطن جميعاً وما يعيشه في اللاذقية يعيشه في باقي المحافظات السورية.
وسط طبيعة ساحرة احتفاء بالعيد في وادي العيون
حماة- الثورة:
عمت أفراح عيد الفطر السعيد مدينة وادي العيون السياحية بريف حماة الغربي وسط أجواء من الفرح والبهجة على وجوه الأطفال الذين يرتدون ملابسهم الجديدة ويعبرون بضحكاتهم عن سعادتهم باجتماع العائلة وخروجها ليختصروا بذلك الكثير من معاني الفرح والتمتع بالطبيعة الخلابة والسباحة في مياه عيونها المتدفقة العذبة.
وازدحمت الطرق المؤدية إلى منتزهات وادي العيون بالسيارات والأهالي الذين يقفون على جانب الطريق لأخذ الاستراحات والتقاط الصور التذكارية مع جمالية المنطقة المكسوة بالخضار والينابيع وتناول الفطائر المصنوعة على التنور والمياه الباردة من الينابيع التي تسمع صوتها كيفما اتجهت في المنطقة.
وأجمع عدد من المصطافين والمحتفين بالعيد أن العيد هذا العام له نكهة مختلفة ولا سيما مع عودة الأمان للمحافظات وتمكن العائلات من السفر إلى المناطق الجبلية وخصوصاً مدينة وادي العيون لتمضية أيام العيد فيها، لافتين إلى أن أجواء العيد جميلة مع زيارات الأقارب وتبادل التهاني بعد شهر الرحمة والصيام للتمتع بفرحة العيد وطقوسه التي يكملها فرح الأطفال بملابسهم الجديدة وألعابهم وصوت ضحكاتهم.
ووجهوا التحية وتهاني العيد إلى جميع أبناء سورية والجيش العربي السوري ولأرواح الشهداء لافتين إلى أن الفرحة لم تكن لتحصل لولا تضحيات أبطال الجيش العربي السوري في وجه الإرهاب.
ومن مدينة حماة جاء العشرات من المواطنين لقضاء عيد الفطر في وادي العيون لما يتمتع به من أجواء خلابة ومناظر طبيعية ساحرة، في حين أشار عدد من أصحاب المنشآت السياحية في المنطقة إلى تحسن الأوضاع وعودة مظاهر العيد وأن الحجوزات ممتلئة في المنتزه حيث تجلس العائلة في أجواء هادئة والأطفال يسبحون ويلعبون بأمان مبيناً أن أيام العيد مناسبة لعودة الفرح وفرصة لتعزيز أواصر الحياة الاجتماعية.
.. وأجواء فرح في منتزهات السويداء
السويداء- جودت غانم:
أجواء مفعمة بالأمل والفرح يتشاركها أهالي السويداء مع غيرهم من أبناء الوطن في عيد الفطر، حيث شهدت أسواق المدينة حالة اقتصادية مقبولة، إلى جانب الحركة الاجتماعية الناجمة عن حركة العيد، ما أدّى إلى حالة انتعاش واضحة وموسم ازدحام في السوق خاصة الألبسة والمواد الغذائية.
عائلات وأسر كثيرة وجدت في الحدائق والمنتزهات متنفساً لها لتقضي بعضاً من أوقاتها بصحبة الأهل والأصدقاء للاستمتاع مع أطفالهم، يقول محمد أبو ثليث: نتمنى أن يعمّ الهدوء والسلام أرجاء الوطن متمنين النصر لجيشنا في حربه ضد الإرهاب.
تحتضن محافظة السويداء منذ سنوات علائلات وافدة بعد أن هجرهم الإرهابيون من مناطقهم، واليوم اصطحبوا أطفالهم ليقضوا أوقاتهم في حدائق الألعاب مترقبين عودتهم إلى منازلهم التي أجبروا على تركها، العم ابو محمد من محافظة الحسكة تمنى النصر لجيشنا الذي لولا تضحياته وبطولاته، ما كنا لننعم بهذه الأوقات، ولا يعكر صفوها حسب وصفه إلا الارتفاع الجنوني للأسعار، ما يجعل اقتناء بعض السلع الضرورية الخاصة بألعاب ولباس العيد للأطفال بالحلم المؤجل من عيد لعيد.
وليس بعيداً عن أماكن جلوس عائلة أبو محمد كانت ضحكات الأطفال وصيحاتهم تملأ الحديقة العامة، وتشيع أجواء من البهجة والفرح والأمل بغد أجمل وأفضل ليعبروا بكلماتهم البسيطة المفعمة بالبراءة عن أفضل الأماني لوطنهم ولكل الناس.
دمشق- الثورة:
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996