كلما اقتربت نهاية جنون قطيع الإرهاب على الارض السورية زاد سعير التوحش، وزج بهم المشغل في اتون محرقتهم التي لايريدهم ان يخرجوا منها أحياء، وهو بهذا يحقق هدفين مزدوجين الدفع نحو المزيد من التخريب والدمار على الأرض السورية التي لم يستطع أن ينتصر عليها، ومن ثم القضاء على قطعانه التي تشكل عبئا عليه فيما بعد، لو انها اتجهت نحوه، لكنه لايريد لها أن تفعل ذلك، وهي ليست بافضل الاحوال إلا أدوات تم استخدامها اكثر من مرة وسيبقى الاستخدام قائما إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وبكل الاحوال ثمة وقائع على الأرض لايمكن تغييرها ولا تجاهلها، ألا وهي ان قطعان الإرهاب ومشغليها هم من الفصيل المتوحش نفسه، كلاهما من طينة (الحيونة المتوحشة) لايعرفون معنى لأي إنسانية أو قيم، فما الفرق بين داعش أو النصرة أو اي فصيل إرهابي مهما كانت تسميته، أو الكيان الصهيوني الغاصب الذي يضرم النيران في المزروعات ويدمر البنى التحتية ويسرق الثروات، أو مع الولايات المتحدة وتحالفها غير الشرعي الذي دمر مدينة الرقة بشكل ممنهج، وعمد إلى إلحاق اكبر أذى ممكن بالبنية التحية في المنطقة الشرقية من سورية؟ أليس هذا كله عملا عدوانيا موصوفا، بمال خليجي وتسليح غربي، بل بمشاركة أميركية واضحة إعدادا وتدريبا ومتابعة؟ في التوصيف كله عمل وحشي إرهابي، لايمكن السكوت عنه.
ولايمكن أيضا إغفال الدور التركي، وأحلام أردوغان التي عبر عنها مرات كثيرة وقد رقص جاهدا على كل الحبال من أجل الوصول إلى بعض ما يريد، لكنه في كل مرة كان يظهر عاريا إلا من نواياه ومخططاته العدوانية التي ستؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بتركيا أولا، ومن ثم بجوارها الغربي الذي يصمت عما ترتكبه من فظائع وجرائم، وهو بشكل أو آخر متواطئ معها، ويلهثون جميعا في ساعات الحسم الأخيرة التي يخوضها الجيش السوري، يلهثون لمحاولة تحقيق أي أمر مهما كان صغيرا، لهذا سعّرت قطعان الإرهاب من جنونها، وهم يعرفون حق المعرفة أن الجيش السوري ماض إلى إنجاز نصره وتحقيق وعده، ومصير قطعانهم محتوم، وكل ما في ساحات الميدان يشهد على ذلك.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997