لم يشغل عيد الفطر في ثاني أيامه (الخميس الماضي)، الجمهور والإعلام والمتابعين عن متابعة منتخبنا الأول في مباراته الودية أمام منتخب إيران، ورغم كل ما سبق المباراة خلال الأشهر الستة السابقة التي تلت كأس آسيا، بقي منتخبنا وسيبقى الهاجس وموضع الاهتمام أياً كانت الظروف والأجواء المحيطة.
ولعل المؤسف أن تنتهي مباراتنا أمام المنتخب الإيراني بهذه النتيجة الثقيلة، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام وابل من النقد الإعلامي والجماهيري، وإذا كانت المباراة سيئة بحد ذاتها ونتيجتها مؤلمة، إلا أن الملاحظ أن معظم المتابعين من إعلام وجمهور كان ينتظر شيئاً ليفتح النار على الاتحاد والجهاز الفني واللاعبين، أي أن القصة كما يقول المثل (مو رمانة بل قلوب مليانة)، القصة ليست مباراة سيئة وخسارة قاسية، بل هي حالة يعيشها اتحاد اللعبة وتعامل سلبي مع الإعلام والجمهور، وخلل في إدارة المنتخب من اتحاد اللعبة أولاً، بالإضافة إلى خلافات بين اللاعبين من المؤسف ألا تحل خلال الأشهر الماضية، وهذا يتحمل مسؤوليته اتحاد الكرة والاتحاد الرياضي اللذان فشلا فشلاً ذريعاً في التعامل مع شؤون المنتخب منذ الخروج من كأس آسيا، حيث كان واضحاً الاستهتار وعدم الاكتراث لأي ردود فعل حصلت أو ممكن أن تحصل، ولهذا كانت موجة الغضب والسخرية التي شاهدناها وللأسف بعد الخسارة بالخمسة أمام المنتخب الإيراني!
إذاً هي أخطاء بالجملة على الصعيد الإداري وهي أخطاء متعمدة، وأخطاء فنية تبقى هي وجهة نظر مدرب وغير مقصودة طبعاً، ومشاكل مرافقة عززتها حالة الاستهتار واللامبالاة التي شاهدناها من اتحاد اللعبة.
ولأن هناك حلقة مفقودة في العلاقة مع الإعلام والجمهور، سيبقى النقد والتعليقات مهما كانت النتائج، لأن الاتحاد الكروي لم يصلح علاقته مع الإعلام كما يجب، بمعنى أن التعامل كان بفوقية ولامبالاة، وقد يكون هذا بشكل شخصي أو بتوجيه ممن يتحسسون من الإعلام، والمؤسف هنا أن هذا ليس في صالح رياضتنا وكرتنا، فإلى متى ستبقى القلوب مليانة؟! وألا يوجد رجل رشيد يقرّب وجهات النظر ويكون ناصحاً أميناً يسعى للخير فعلاً؟
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997