ما إن اقترب موعد امتحانات الثانوية والإعدادية لهذا العام حتى ازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي بالإعلانات المشوقة للأهالي الراغبين بتفوق أبنائهم ودراسة الاختصاصات المهمة،
لاستقطاب أكبر شريحة من الطلاب تحت عنوان (جلسات امتحانية) تتنبأ بأسرار وتفاصيل النموذج الامتحاني المحتمل لكل مادة، وأما الأسعار المطروحة لكل جلسة فتتناسب طرداً مع القلق المتصاعد الذي يشعر به الطلاب والأهالي على حد سواء، واللافت في هذه الإعلانات أن كل مدرس يدعي حيازته كامل الأسرار النووية لورقة الامتحان واعداً بتقديم أقوى المفاجآت بشأن ما جاء فيها.
هذا السباق الماراثوني بين المعاهد والمدارس الخاصة ومدرسيها لكسب المزيد من الطلاب والمال في لحظة مصيرية فاصلة، وجده بعض البصارين والمشعوذين ومدعي علم الطاقة مناسبة استثنائية لاستعراض هواياتهم في قراءة الكف والضرب بالمندل على التلفزيون والإذاعة في استغلال رخيص لموسم الامتحانات، ما شتت أذهان الطلاب القلقين والمرعوبين من أهوال يوم الامتحان ومفاجآته المنتظرة.
وبما أن الحديدة حامية والامتحانات ما زالت في بدايتها ـ وكل شيء وارد في هذا الزمن الرديءـ لا أستبعد أن يدخل بعض مشعوذي (الطب العربي) البازار الامتحاني، بالإعلان عن اكتشاف أعشاب خاصة بالفهم والذكاء، واعدين بتحويلها إلى أقراص أو حقن وريدية أو (تحاميل) تعطى لمن لديهم مشكلة مع القراءة والتحضير الطبيعي للامتحان، أو أن يدخل بعض مدمني التكنولوجيا على الخط ويقوموا بتخزين المناهج والمسائل المحلولة على شرائح صغيرة يتم وصلها بالتسلسل أو التفرع لبعض العقول الصغيرة العاجزة عن الفهم ـ على طريقة اللمبي 8 غيغا ـ علها تفك عقدة الامتحان، وتحل مشكلة قطع الانترنت التي تقدم عليها الجهات الرسمية كل عام.
وليس مستبعداً أيضاً أن يلجأ بعض مشعوذي الفضائيات (الدينية) لصناعة (حجابات) أو أدعية امتحانية تعلق في رقاب الطلاب القلقين لطرد النحس وجذب الحظ، والحصول على أعلى مجموع، وما حدا أحسن من حدا..؟!
عبد الحليم سعود
الثلاثاء 11-6-2019
رقم العدد 16997